“الملك الذي قتلته أخته ست الملك”.الجريمة عبر العصور التاريخية
“الملك الذي قتلته أخته ست الملك”.الجريمة عبر العصور التاريخية
أسماء خليل تكتب
ما أشبه اليوم بالبارحة!..قتلٌ وسفكٌ وجرائم متعددة الأشكال والكيفية، ولكن لا عجب حينما تعلم أن نسبة حدوث الجريمة ببداية الخلق مثلت ربع المجتمع..
لم يكن على الأرض سوى آدم وحواء وقابيل وهابيل، فقتل أحدهما أخيه، ولم يكتفِ بذلك بل مثَّل بجثته؛ فقد قدم كل من الأخوين قربانا إلى الله -سبحانه وتعالى- فتقبل الله من هابيل لحسن نيته ولم يتقبل من هابيل لسوء عمله، ما أثار ذلك الموقف حقدًا دفينًا داخل نفس الأخ الظالم لنفسه.. وبدلا من محاولته التقرب إلى ربه طالبًا الغفران، قتل أخيه وسجل التاريخ في مهد سطوره أول جريمة به،،
لتتوالى بعد ذلك الجرائم وتزداد وطأة حدتها وبشاعتها، فكيف كانت الجريمة في كل العصور والحِقب الزمنية؟!..
ما قبل 33 ألف عام
نشرت مجلة“ بولس وان‘ Plos One”، نتائج أبحاث أجراها العلماء المختصين بالطب الشرعي وتحليل الجثث، أنه في كهفٍ بترانسلفانيا، وُجِدَت جُمجُمة لرجل بالغ تم قتله إثر ضربتين على رأسه بشكل متلاحق..
كما أثبت الباحثون استنادًا على خبرتهم بذلك العلم، أن تلك الجريمة تعود للعصر الحجري القديم، وتمت باستخدام آلة حادة عرفتها مصر القديمة، تُسمى “الهراوة”، ووصفها العلماء بالجريمة الوحشية، وقاموا بتتبع تلك الحادثة، وبناءً على الأدلة والبراهين؛ اتضح أن القاتل كان من أحد العمال بمناجم الفوسفات وقتل صديقه.
ويقول الباحثون في تاريخ مصر، إن عقوبة الإعدام كان منصوصا عليها بمصر القديمة، دلالة وجود الجريمة، فكان القاتل يُحكم عليه بالإعدام رميا للتماسيح تمزق أشلاءهُ حيًّا، وكذلك كان “الحيوان”يمثل لديهم رمزية القدسية ومن يقتله متعمدًا تصل عقوبته للإعدام أيضًا..
الجريمة بالعصر الفرعوني
أظهرت البرديات والنقوش المرسومة على جدران المعابد؛ حدوث الكثير من الجرائم بالعصر الفرعوني القديم، مثل السرقة والقتل والتحرش والتعدي بالضرب على الآخر،،
وقد مثلت جريمة الاعتداء الجنسي أبشع الجرائم وكذلك عقوبتها، فقد ذكر العالم الفرنسي“كابار” المتخصص في العلم الجنائي الفرعوني، أن عقوبة جريمة الزنا كانت تصل لقطع العضو التناسلي، أو حرق الجسد أمام مرأى ومسمع من الجميع، وذلك يتم تحديده وفقًا لخطورة الحالة..
ولطالما شكلت الجريمة جزءً مما خلفه الفراعنة ويدل على آثارهم؛ إذن فالجريمة متواجدة على مر الزمان..
الجريمة في العهد النبوي
لقد تمثلت الجريمة في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قتل كفار قريش وتعذيبهم لأتباع محمد،،
ومن بين الحوادث البشعة التي ذكرها رواة الأحاديث، عن قومٌ يسموا “العرنيون ” قاموا بقتل راعي غنم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-غدرًا؛ فأمر بإحضارهم وقلهم كما قتلوه بهتانا وظلما..
الجريمة والخلفاء الراشدين
هل تتعجب حينما تعلم كيف مات الخلفاء الراشدين أنفسهم؟!..فقد مات معظمهم قتلا..
لقد مات أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- كأول خليفة للمسلمين؛ مسمومًا على يد اليهود..
وفي واحدة من أشهر حوادث القتل على مر العصور، قام لؤلؤة فيروز الفارسي غلام المغيرة بن شعبة، بقتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو يصلي بالناس في صلاة الفجر ساجدا ..
وها هي الفتن التي افتعلها عبد الله بن سبأ اليهودي، توشي بعثمان بن عفان- رضي الله عنه- فتقتله..
بالإضافة إلى عبدالرحمن بن ملحم، الذي قتل علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-نتاج مؤامرة تم تدبيرها له..
الجريمة في العهد الفاطمي والعباسي