احذروا أن تقولوا تلك “الكلمات” لابنكم الولد أبدًا
أسماء خليل.
إنَّ معظم الشعوب وخاصة العربية لا تربى أبنائها باتباع استراتيجية معينة؛ بل إنها تجعل الأمور التربوية تسير هكذا، وكأنها سفينة بلا شراع في تجاه الريح تُبحر أينما يسيرها،،
لابد أن يعي الجميع أنه إذا أراد أبناءًا أسوياءًا؛ فعليه بالتوكل على الله ثم السعي الدائم للبحث الدؤوب لمعرفة الطرق التربوية السَّوية لجعل الأبناء صالحين في جعبة ذلك المجتمع،،
أولًا : ” خليك شديد هو انت بنت ولا إيه ؟!”..
إنَّ مثل هذه الكمات تجعل الولد لا يشعر بأحد في الكون سواه، وتشعره بالأحقية والاستحقاق على الفتاة؛ التي هي بناء المستقبل؛ مما يجعل المجتمع مليء بالعلاقات الغير سوية، والتي بدورها تملأ الكون بأبناء غير أسوياء، إنه سيشعر دائمًا أن المرأة مُهانة، ففي حالة فشله في شيء سيتم تشبيهه بها، ويشعر أن مجرد مقارنته بالبنت “وصمة عار”،،
إذن عارٌ على المجتمع الذي تُهان به الأنثى.
ثانيًا : “انت فظيع أو صعب زي ابوك”..
ففي هذه الحالة؛ سيشعر الولد بنقص قيمة أبيه لديه؛ مما يُخل بالمعايير التربوية لديه؛ لافتقاده القدوة داخل ذاته.
ثالثًا : ” هو انت مكسوف ليه. هو انت بنت”
هذه الكلمات تحمل الولد فوق طاقته؛ إذ أنه ربما يكون من النوع الذي لا يريد الاندماج بشكل كامل في المجتمع إلا بعد دراسة من يتحدث معه.. فهذا يجعله مُتسرعًا أهوجًا في انفعالاته وردود أفعاله؛ حتي لا يكون مكسوفًا مثل البنات.
رابعًا :” تدخل المطبخ ليه. هي دي شغلتك”
إنَّ الوالد أو الولدة اللذان يربيان أولادهما بتلك الطريقة؛ على خطأ بيِّن؛ إذ أن أحدهما يعلِّم ابنه عدم تحمل المسؤولية، فكلما خدم المرء نفسه كان باستطاعته خدمة المجتمع.. وأيضًا إذا حكم الزمان على الابن بالعيش مفرده؛ فإنه لن يستطيع التكيف مع وضعه القائم، وربما كره الحياة.
خامسًا : “أنا خارجة. انت راجل البيت. خد بالك من اختك”
الأم التي تقول لابنها هذه الكلمات؛ لا تحزن حينما يكبر ابنها ويتطاول عليها، فإنه بالصغر تحمل مسؤولية أكبر من طاقته؛ مما يشعره حينما يكبر بعظم دوره مقارنة بالمرأة، وحينما يهين أمه سيقول لها ” مش أنا راجل البيت”، ماذا عساكِ ألَّا تقولي له” خدوا بالكم من بعضكم”!!
سادسًا : “إوعى تعتذر أو تعيط انت راجل”..
ممَّا يهدي الأسرة أبًا قاسيًا بالمستقبل، لا يبكي، ولا يعتذر؛ بل يقسو ويُعنِّف وربما يرتكب الجرائم.. ومثل هذه الكلمات تُنشئ رجلًا مُتعجرفًا؛ بل لابد أن نربي أولادنا على الرحمة.. فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – بكى.
سابعًا :” انت بتحضن امك يا ابن أمك” و”انشفي على الولد يطلع راجل”..
إنَّ الولد مثل البنت لابد أن تحضنه أمه وتربت على كتفيه، لابد أن تعطيه قدرا من الحنان؛ لكي يكون نافعا بالمجتمع سويًّا، باستطاعته أن يمنح من حوله حنانا؛ ففاقد الشيء لا يعطيه.. وكلنا أبناء أمهاتنا.. ما الغريب في ذلك !!