هل تصدق أن “البال” له موضع في جسم الإنسان
أسماء خليل
هل منَّا يومًا مَن لم يقل تلك الكلمة بلسانه، وهي “البال” ؟!
هل سألت نفسك يومًا وأمك تدعو الله لك “ربنا يصلح بالك”.. لماذا لا أعود وأسألها ما هو البال يا أمي ؟
أين هذا البال ؟! هل هي خلية أم نسيج أم عضو داخل جسم الإنسان؟!
وحينما تقول لنفسك خطرت الآن في بالي فكرة، فهل المقصود العقل ؟!
في البداية لابد من تصحيح مفهوم أن “البال” لغة دارجة عامية؛ بل إنَّ تلك الكلمة لغة فصحى، وذلك مصداقًا لقوله تعالى :
“وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ “، آية ٢ سورة “محمد”.
إذا تأملت قليلًا تلك الآية الكريمة؛ التي اختمها الله تعالى ب”أصلح بالهم”.. ستجد أن الله تعالى إذا أصلح لأحد باله؛ سيجعله مطمئنًا، هادئ النفس، قرير العين..
وإذا سأل المرء نفسه : حينما أكونُ مرتاح البال؛ سأصبح سعيدًا، فما الذي يجعلني سعيدًا ؟!
إنَّ منبع السعادة هنا هي العقل الذي أعطى إشارات للقلب أن يبتهج؛ فبدا السرور على حالك كله..
إذن البال هو : موضع التأمل والفكر ، والفكر موضعه “العقل والقلب” .
من الآن.. لابد أن تتيقن أن من يدعو لك بصلاح البال؛ يدعو لك أفضل دعوة بالعالم..
فما أبدع أن يحيا المرء بعقلٍ واعٍ وقلبٍ سليم.