كيف تكذب بالإحصائيات
متابعه /حسام صلاح بقلم ا /احمد سمير
الإحصائيات والأرقام قادرة على تغيير العالم للأفضل.
الإحصائيات الجيدة ليست خدعة، رغم أنها نوع من السحر.
الإحصاءات الجيدة ليست دخانًا ومرايا؛ في الواقع، تساعدنا في الرؤية بشكل أوضح. الإحصاءات الجيدة مثل التلسكوب بالنسبة لعالم الفلك، أو المجهر لطبيب الفيروسات، أو الأشعة السينية لأخصائي الأشعة.
تساعدنا الإحصائيات الجيدة على رؤية أشياء عن العالم من حولنا وعن أنفسنا – والتي لن نتمكن من رؤيتها بأي طريقة أخرى.
لكن علينا أن نتعلم ونتوخى الحذر مع اللغة السرية للإحصاءات، فبينما قد تكون بعض هذه الحقائق والأرقام صحيحة، غالبًا ما تكون طرقًا غير صحيحة أو مضللة؛ لإقناعنا بأجندة شخص ما أو منظمة.
لذا فبدلاً من تصديق كل إحصائية تراها أو رفض الأرقام تمامًا، نحتاج إلى تعلم لغة الإحصائيات والطرق الشائعة التي يتم بها إساءة استخدامها حتى نتمكن من التعرف على الوقت الذي قد تتعرض فيه لخطر الخداع.
اليك بعض طرق الخداع في الإحصائيات :
١ – صعوبة أخذ العينات:
لكي تستحق أي إحصائية انت تكون قيمة، يجب أن تأتي من عينة تمثل المجموعة التي تصفها.
ومع ذلك، فإن الحصول على عينة تمثيلية حقًا يكاد يكون مستحيلًا للوقت والمال والأسباب العملية الأخرى. لذلك، عندما ترى إحصائيات تدعي أنها تصف مجموعة معينة بدقة، تذكر أنه بناءً على طريقة أخذ العينات المستخدمة، فمن المحتمل أن الإحصاء يصف مجموعة فرعية من المجموعة المعنية، بدلاً من المجموعة نفسها.
على سبيل المثال ، لكل استطلاع يدعي أنه يصف معتقدات أمة بأكملها ، فمن المحتمل أن الإحصاء لا يمثل سوى جزء من تلك الأمة بناءً على التحيزات القادمة من طريقة أخذ العينات. للتخفيف من خطر الاعتقاد بأن هذه الإحصائيات تمثل الأمة بأكملها بدقة ، اسأل نفسك دائمًا ، “أي جزء من تلك الأمة؟” عندما ترى هذه الأنواع من الإحصائيات.
٢- أي نوع من المتوسط؟
عندما تستشهد الإحصاء بـ “المتوسط” ، تذكر أنه قد يكون هو المتوسط أو الوسيط أو الوضع الذي يمكن أن يكون مختلفًا تمامًا.
في كثير من الأحيان، سيستخدم الشخص الذي يستخدم “المتوسط” غير المحدد، الرقم الذي يثبت وجهة نظره بشكل أوضح مع استبعاد أي أرقام قد تثير موضع تساؤل.
لذلك إذا رأيت متوسطًا لا يحدد ما إذا كان هو المتوسط أو الوسيط أو الوضع ، فقم بأداء واجبك واكتشف ما هو.
٣- ما هو الاختبار الذي يقيسه بالفعل؟
إذا كنت ستستخدم اختبارًا لقياس شخص ما أو شيء ما، ففكر بعمق في ما لا يقيسه هذا الاختبار.
على سبيل المثال، لا يقيس اختبار الذكاء العديد من الصفات التي نربطها بذكاء العالم الحقيقي ، مثل القيادة، والخيال الإبداعي، والاجتهاد، والتوازن العاطفي.
هذا لا يعني أن اختبار الذكاء ليس مفيدًا، ولكنه يعني أنه يحتوي على قيود كبيرة مهمة إذا كنت تريد تقييم “ذكاء” الشخص بدقة، سواء كان ذلك للقبول في جامعة أو وظيفة.
٤- الإحصاءات متحيزة تجاه جانب واحد
لا أحد يستخدم الإحصائيات لدحض نفسه. أي أن الإحصائيات تستخدم لخدمة قضية أو أجندة يؤمن بها شخص ما، بدلاً من دحض تلك القضية أو الأجندة.
لذلك عندما يخطئ الناس في استخدامهم للإحصاءات أو يرتكبون أخطاء متعمدة، ستكون الأخطاء دائمًا في اتجاه واحد (اتجاه معتقداتهم وجدول أعمالهم).
لذا بدلاً من إلقاء نظرة غير متحيزة على العالم ، فإننا نحصل على نظرة متحيزة للعالم يريدنا الآخرون أن نراها.
٥- هل له معنى؟
إذا سمعت إحصائية تبدو غير منطقية، أو إذا توصل شخص ما إلى نتيجة تبدو مشكوك فيها، اسأل نفسك، “هل هذا منطقي؟” بدلاً من قبول ما يقوله الناس، حتى لو كان هؤلاء الأشخاص أذكياء حقًا، فكر فيما يقولونه ولماذا قد يكون ذلك.
في النهاية، قد يكونون على حق، لكن الأمر يستحق التوقف وطرح السؤال بشعور حقيقي من الفضول.