موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

ضريح ذات الحجاب الجميل شجر الدر ” أم الخليل”

كتب – احمد شتيه

 

فى قلب شارع الصليبة بحى الخليفة، شيدت قبة بيضاء تزينها المقرنصات والنوافذ الصماء تغفو بداخلها درة النساء ام الخليل شجر الدر زوجة السلطان الصالح نجم الدين أيوب.

فى هذه القبة العتيقة التى مر على بنائها سبعمائة وثمانية وستون عاماً وارى التراب ثرى سلطانة مصر “شجرة الدر” فى ضريح هى من أمرت بإنشائه سنه 1250 ميلادياً لكي تدفن فيه بعد موتها فبرغم صغر حجمه لكنه من أجمل الأضرحة التى شيدت فى العصر الأيوبى.

الضريح يبلغ طول ضلعة سبعة أمتار من الداخل يتوسط كل ضلع من أضلاعة الأربعة حنية مستطيلة من الجص عرضها 205 سم، حيث يوجد به محراب فريد فى بنائة ويعد أول محراب فى مبانى القاهرة الدينية الذى زخرف بالفسيفساء المذهبة، وتتكون الفسيفساء من شريط مضفور يحيط بنصف قبة المحراب وفى الوسط شجرة ذات فروع متشعبة على أرضية مذهبة وثمار الشجرة ممثلة بالصدف.

أم خليل الأرمينية أو التركية، الجهة الصالحية المستعصمية، ملكة المسلمين، عصمة الدنيا و الدين، ذات الحجاب الجميل، والستر الجليل، والدة المرحوم خليل بن نجم الدين، زوجة الملك الصالح نجم الدين أيوب.

شجرالدر هدية الخليفة العباسى لملك مصر، والتى أصبحت فى لحظة فاصلة بين الأيوبية سلالة صلاح الدين الأيوبى وحكم جديد ليس له مثيل فى التاريخ ، حكم من يباع ويشترى، حكم بلا وريث ولكن لمن غلب.

امرأة من طراز فريد، مات زوجها فأخفت الخبر وفى الخارج يقف لويس التاسع، أرسلت إلى ابنه طورانشاه، حتى تحقق النصر المبين بفضل عشرة آلاف من المماليك البحرية، اقطاى و أيبك وبيبرس وقطز و قلاوون.

قتل ابن نجم الدين بعد أن ظن أن الملك له، ولكنه أصبح لام خليل، ولكن لابد من رجل والا أرسل المستنصر العباسى رجل من عنده، وهل خلت مصر من الرجال ؟

قتل اقطاى وتزوج أيبك من زوجة سيده وطلق أم ابنه على، وتسلطن على مصر لكنه اراد زواج سياسى من ابنة صاحب الموصل، وكان فى هذا هلاكه!، فظهر الضعف الأنثوي للمرأة شديدة الذكاء والحرص، فكيف تدبر قتل زوجها دون انكشاف، فحدث وقتل.
ولكن كان الحساب والعقاب بالقبقاب على يد طليقة ايبك أم على.

وفى يوم الجمعة الحادى عشر من ربيع عام 648 هجرية، انتهى أمر المستعصمية الصالحية أم خليل.

تم سحبها من رجلها ورميها فوق السور إلى خندق القلعة وهى عارية ليس عليها غير لباس فى وسطها، وقيل أن بعض الحرافيش نزل ليلا وهى مرمية وقطع دكة لباسها لأنه من الحرير الأحمر وفيه كرة من لؤلؤ!

ظل الجثمان ثلاثة أيام ملقى تلغ فيه الكلاب، إلى أن حملت فى قفة ودفنت فى تربتها المعروفة بشارع الخليفة.

وكان هذا من سيرة عصمة الدنيا و الدين أم الخليل!

اترك تعليقك