على المقهى.. بقلم حسام جمال الدين
على المقهى
بقلم حسام جمال الدين

غبش الغروب يلف الكون، أضيئت أنوار أعمدة الطريق المار بقريتي الصغيرة، أجلس في مواجهة الطريق ذاهلا عن كل شيء، أفكر في حال القرية التي كانت في زمن ما وادعة هادئة، كان رجالها على قدر كبير من الحكمة، لم تكن التكنولوجيا الحديثة غزت العقول والأفهام فجعلت كثيرين يعيشون وهم البطولة ووهم الإصلاح، فنصبوا أنفسهم قضاة وجلادين وأطلقوا الأحكام وهم جالسون على مقهى أو قابعون في البيوت يستقون أخبارهم من السوشيال ميديا، يجلس أحدهم ليكتب منشورا يدعي فيه البطولة ولا يهم من سيصاب بالأذى أو من سيكون مضارا، المهم أن أظهر بمظهر الحريص على الصالح العام أو على الأقل بمظهر من لديه دراية بأمور لا يعلمها سواه وهو في الأصل لايعرف يمينه من شماله أو كما قال جدي (( لا يعرف كوعه من بوعه)) المهم أن يجلس بين رفاقه منتشيا متباهيا بأنه فعل كذا وكذا بينما هو لم يبارح مكانه ولا يعلم عما يتحدث، وصارت وسائل التواصل مكانا لكل مدع ومتخبط ومكانا لمن لا مكان لهم في حياة الناس ولا تأثير، ضجيج فارغ وصوت نشازا بلا معنى ولكن لأن أذواق الناس هبطت وأسماعهم خربت وعقولهم كلت فإن هؤلاء المدعين يجدون آذانا مصغية
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
اترك تعليقك