موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

أحبك رفعت الجلسة

بقلم سالي محمد.

أحبك رفعت الجلسة:

في شرفة واسعة وأنيقة مليئة بالورود تجلس ندي تحتسي قهوتها برفقة أمها إحسان التي تجلس بجانبها تلح وتكرر في إلحاحها دون كلل أو ملل قائلة إسمعي كلامي يا ندي وأطلبِ الطلاق من ساهر فهو ليس لكِ ولا أنتِ له هو له طباعه التي نشأ عليها وأنتِ لكي طباعك ولن تتفقا أبدا و التجربة أثبتت صحة كلامي فمنذ البداية قمت بنصحك كثيرا ولم تستمعي لنصائحي صدقيني الطلاق خير لكما

صامته ندي تستمع لأمها بتشتت وفجأة قالت ندي كيف أطلب الطلاق ممن أحببت وعشقت منذ طفولتي ومراهقتي وشبابي ساهر حب عمري وحلم حياتي نظرت لها إحسان بسخرية قائلة في محاولة مستميته منها لإثبات صحة أرائها إذن لماذا غضبتِ وتركتِ منزلك ورجعتِ إلي هنا بعد زواج دام شهرين مما جعل من سيرتك علكة في فم الأهل والمعارف والجيران فالجميع يتسائل بتشفي وشماته تري ما هو سبب رجوع ندي لمنزل أهلها بعد شهرين زواج هنا دمعت عينا ندي ورجعت للوراء حيث الإستعداد للزواج وإعدادات يوم الزفاف وتذكرت كيف كان ساهر مراعي وحنون يحافظ عليها من نسمة الهواء كما يقولون وتذكرت وعوده لها بأن يضعها داخل قلبه ويحميها ويجعلها لا تشعر بشئ سوي السعادة وألا يجعل الدموع تعرف طريق عينيها الجميلتين و إبتسمت ندي بحزن وأسي متذكرة يوم الزفاف وغضب ساهر وإنفلات أعصابه وتهديده بإلغاء الزفاف لأن فستانها من وجهه نظره موضح مفاتنها بشكل مستفز له كرجل يغار علي زوجته ولولا تدخل الأهل لإنفض اليوم بفضيحة لا يحمد عقباها وبعد التوجه لقاعة الأفراح ظل جالسا عابس الوجه حتي إنقضاء اليوم وكانت الطامة الكبري عندما وصلا لشقتهما وفتح ودخل وتركها واقفة بمفردها أمام الباب خارج الشقة تكاد تبكي من شعورها بالحرج والخجل فدخلت وأغلقت الباب خلفها ووقفت منتظرة أن يظهر ساهر ويكلمها أي كلمة تزيح عنها ما تشعر به من خجل ولكنه لم يأتي فتوجهت بمفردها لغرفة النوم وجدته يخرج من الحمام مبدلا ملابسه وتوجه لسريره ونام ظلت ندي تنظر لساهر متمعنه فيه هل هذا هو ساهر الذي عرفته لسنوات وعشقته منذ معرفه قلبها معني العشق والهوي لا ليس هو فالأخر وعدها ألا تعرف الدموع طريق عينيها ولكن ها هي تزرف الدموع طوال اليوم وهو لا يكترث لها بل تظنه سعيدا متشفيا لدموعها هذه أخيرا أخذت ملابسها وخرجت من الغرفة بدلت ملابسها ونامت علي أريكه في الريسيبشن و في الصباح إستيقظ ساهر بحث بعينيه عن ندي لم يجدها في الغرفة خرج من الغرفة وجدها نائمة وملامحها كلها حزن والدموع واضحة علي وجهها إقترب منها مسح دموعها بيده وسب نفسه لتهوره وعصبيته المفرطة التي أبكت صغيرته مدللته جلس بجانبها وقال ندي ندي إستيقظي إستيقظت ندي من نومها وجلست بجانبه وهي تنظر للأرض تحاول جاهده أن تكبت أحزانها في قلبها ولا تظهرها له فوجئت به يأخذها بين أحضانه ويضمها بشدة لصدره قائلا أنا بعتذر إليكِ حبيبتي كان غصب عني لقد هاج الدم في رأسي ولم أستطع كتم غضبي والسيطرة علي أعصابي فمنظرك في الفستان وهو يكشف مفاتنك والجميع ينظر لكي أصابني بالجنون فكرامتي لا تسمح أن تكون مفاتن زوجتي محط أنظار الجميع فجمالك مهلك حد الجحيم وعيونهم تقتنصك أمامي لم أشعر بماذا قلت أو فعلت بعتذر لكِ وقبلها من رأسها مربتا علي كتفيها فمسحت دموعها بيديها وقالت لقد إنهار يوم زفافي بسببك يا ساهر حلم كل فتاة قمت أنت بتشويهه شعر بحزنها الذي قطع قلبه فحاول التخفيف عنها قائلا لم ينهار يا حبيبتي إنهضي وإغتسلي وتوضأي لنصلي ونبدأ حياتنا معا من اليوم وليس الأمس هزت رأسها بموافقة وقامت وإغتسلت وتوضأت وصلا معا وتناولا إفطارهما وبدأت حياتهما الزوجية الفعلية ويوم وراء يوم تزداد تحكمات ساهر فهو لا يستطيع كبح جماح غيرته علي ندي مما أشعرها بالإختناق وتكررت الخلافات فتركت له المنزل وذهبت لمنزل والدها رجعت ندي من شرودها علي صوت أمها أطلبِ الطلاق الحقِ حياتك قبل أن تضيع منكِ هو مسيره للزواج من أخري ترتضي أوامره وترضخ له وستظلِ أنتِ كما البيت الوقف هنا إقتنعت ندي بكلام أمها وقالت إفعلوا ما تجدونه الصواب وقامت وتركتها وتوجهت لغرفتها وإرتمت علي سريرها تبكي وتتذكر ساهر وتتخيل زواجه من أخري فتأكلها نيران الغيره إذن فهي الأخري تغار عليه توجه الأب مصطفي لمحامي كبير ليرفع لإبنته دعوي الطلاق من زوجها ساهر وقام المحامي بإتخاذ الإجراءات اللازمة وجاء يوم الجلسة التي ستحدد الحكم النهائي للقاضي في القضية وكان القاضي رجلا ذو خبرات حياتية وحنكة مهنية كبيرة فإستمع القاضي لشهادة ساهر أولا فقال ساهر أنه لا يرغب في الطلاق ويريد الإحتفاظ بزوجته لأنه يحبها ويحترمها ولكنه يغار عليها وأنه سيحاول كبح جماح غيرته مستقبلا لو وافقت علي الرجوع إليه هنا طلب القاضي شهادة ندي وقفت ندي خجلة ومتوترة فقال لها القاضي أمصممة علي طلب الطلاق يا ندي حاولت ندي إخراج صوتها فخرج مهتز رغم عنها و قالت نعم هنا قال القاضي إذن أنظري في عيني ساهر وقولي له طلقني أنا لا أطيق العيش معك هنا إنقطعت أنفاس ساهر وندي معا وتوقفت نبضات قلبيهما فهو خائف أن تطلب الطلاق أمام الحاضرين لأنها لو فعلت لأصبح مضطر لتلبيه طلبها سريعا فكرامته لا تسمح بخلاف ذلك وهي خائفة لو طلبت الطلاق منه أن يلبي طلبها ويطلقها فكرر القاضي أمره لندي فنظرت ندي لعيني ساهر وقالت ساهر أنا ……وصمتت وساهر ناظر لها بتوجس وخوف واضح للقاضي وللحاضرين جميعا فقالت ندي ساهر أنا …….أنا……..بحبك هنا نظر لهما القاضي وعلي وجهه إبتسامة رضا وإقتناع تام لما قام به من جمع شمل إثنين عاشقين كانا علي وشك هدم حبهما بأيديهما وقال بصوت جهوري رخيم تم رفض الدعوي رفعت الجلسة .

اترك تعليقك