كبريتاج حلوان
كبريتاج حلوان
كتب احمد شتيه
عيون حلوان الكبريتية التي كانت يوما أحد أشهر مراكز السياحة العلاجية على مستوى العالم .
كان اكتشاف عيون حلوان بمحض المصادفة في عهد الوالي عباس الأول وبالتحديد عام 1849م حيث كان
الجيش يعسكر بالقرب من حلوان وتصادف أن أصيب العديد من الجنود بالجرب وكان أحد هؤلاء الجنود يتجول
في الصحراء ناحية التلال فاكتشف مياه غريبة تحتوي على كبريت وما أن اغتسل فيها حتى تناقصت حكة
الجلد وشفي منها، فأخبر رفاقه بالأمر وشفوا مما أصابهم.
ووصلت أخبار هؤلاء العسكر للوالي فأرسل الجنود المصابين بالأمراض الجلدية والروماتيزمية إلى عيون
حلوان وكان يتبعهم كذلك العديد من المدنيين، ويقيمون في خيام ويحفروا حفراً صغيرة ليخرج بها الماء الشافي.
في صيف العام 1868م أرسل الخديوي اسماعيل لجنة لدراسة هذه العيون وأصدر بعدها فرماناً ببناء منتجع
حراري وعهد بإدارة المنتجع عام 1872م إلى الدكتور رايل؛ وهو أحد الباحثين الذين درسوا تأثيرات مياه
حمامات حلوان الطبية.
وفِي عهد الخديوى عباس حلمي الثاني كان الحمام الذي بني فى عهد الخديوى إسماعيل قد تصدع
وساءت حالته فأمر ببناء حمام جديد على أسس صحية حديثة بمبنى ذو طراز إسلامي تعلوه قبة كتب
بداخلها آيات من القران الكريم وأيضا وتولى بناء الحمام الثري المعروف سوارس وأشرف على البناء
المهندس المعماري باتيجللي.
وبني فندق بالقرب منها ليسهل على الوافدين إلى حلوان للإستجمام والإستشفاء الإقامة.
وفى عام 1899م افتتح عباس حلمي الثاني عيون حلوان الكبريتية بعد تشييد مجموعة الحمامات الحالية
واندفع السائحين إليها من مختلف البلدان وهنا بدأت حلوان تصبح منتجع سياحي وخاصة بعد تخصيص فندق
للحمامات في شارع منصور.
وعلى الرغم من قيمة كابريتاج حلوان الفنية والعلاجية إلا أنه فى الوقت الحالي تعرض للإهمال وتم إغلاقه
وهكذا وللأسف الشديد وبسبب هذا الإهمال المتعمد الذى أصاب هذا المكان الهام وأصاب غيره من
الأماكن التراثية والسياحية تم إستبعاد الكبريتاج تماما من خريطة السياحة العلاجية في مصر
اترك تعليقك