موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

قصة قصيرة .. لماذا تركتوا بعض ؟

قصة قصيرة لماذا تركتوا بعض ؟
سالي محمد

مصطفي جالس على مقعده في الكافيه الذي أصبح يرتاده دائما خلال الثلاثة أشهر الأخيرة

جاء النادل ووضع القهوة التي طلبها مصطفي مع كوب ماء مثلج ونظر له بإبتسامة مرحبة

فرد له مصطفى الترحاب بإبتسامة باهته فهو مثقل بالهموم حزين القلب لا يريد أن يتعامل مع أي أحد

حتى أنه هجر أصدقائه وأصبح يفضل وحدته عن الجلوس معهم لذلك نراه منذ تعرفه علي هذا الكافيه

قد أصبح من مرتاديه يوميا لهدوءه وعدم معرفة أصدقائه به إنصرف النادل

وتبقي مصطفي بمفرده يتصفح تليفونه المحمول بملل كالعادة لعله يجد ما يرفه عنه ويشغله وينسيه همومه

وسط كل هذا الملل لفت انتباهه سؤال مطروح في أحد المواقع الإجتماعية الشبابيه (لماذا تركتوا بعض )

توقف مصطفي عند هذا السؤال وقال محدثا نفسه هههه لماذا تركنا بعض تركنا بعض لأسباب كثييييره

ونظر لشاشة التليفون بحقد وغضب وقرر أن يضع تعليق يتضمن لماذا تركوا بعض وأطلق لذاكرته العنان

فكتب تركتها لأنها أنانية لم تفكر يوما إلا في نفسها ومصالحها لم تسألني يوما ماذا يضايقك

أو هل أنت بحاله جيده أم مرهق لم تهتم بكوني حزين أم سعيد كنت أتذكر دائما يوم ميلادها

وأظل أتجول بين المحلات والمولات التجارية أبحث عن الهدية التي تليق بها وهي أبدا لم تتذكر يوم ميلادي

ولم تهتم يوما بأي شئ يخصني كنت أهتم بعائلتها وأشاركهم أحزانهم قبل أفراحهم وهي لم تهتم يوما بعائلتي

تركتها لأنها مغرورة متعالية وكان سيكمل كتابة لولا سماعه صوت مدوي لصرير عجلات سيارة

تكحت الأسفلت أمامه علي الطريق فأصدرت صوت مرعب قوي لفت إنتباه الجالسين علي الكافية والمارة في الشارع

فأسرع الجميع حيث السيارة المتسببة في إصدار الصوت ومنهم مصطفي الذي وجد قائد السيارة

وجهه ينم علي رعب حقيقي وهو يطمئن علي طفل كاد أن يصدمه بسيارته إطمئن الجميع علي الطفل

وشكروا قائد السيارة الغير مخطئ فهو مشكورا إستطاع أن يتفادي إصطدام الطفل بصعوبة

وهو يجري أمام السيارة بدراجته ولم يأخذ حزره جيدا إنصرف الجميع كل إلي حال سبيله

و عاد مصطفي لمقعده وطاولته وقهوته وللعجب وجد إنه كان قد نسي تليفونه علي الطاولة

بجانب كوب القهوة و مع ذلك لم يسرق أخذه ونظر فيه وجد كلماته التي سطرها منذ قليل يصف فيها مساوئ

من كانت خطيبته وستظل حبيبته فراجع نفسه قائلا ليس أنت يا مصطفي من تعدد مساوئ فتاة علي الملأ

ليست هذه أخلاقك يا مصطفي كيف تنحدر الي هذا المستوي المتدني من الأخلاق بل قل اللاأخلاق

وقام بإزالة كل ما كتبه من كلمات وعندما هم بالخروج من صفحه الموقع دفعه الفضول للنظر للتعليقات التي تم كتابتها

من باب من قرأ مصائب غيره هانت عليه مصائبه فإبتسم بحزن وبدأ في القراءة و فجأة برقت عيناه وتضخمت أوداجه

إنها هي نعم هي فهو لن يتوه عن صفحه التواصل الإجتماعي الخاصة بها بدأ في قراءة ما كتبته

وهو كالتالي أنا مني تركنا بعض لأنني أنانية وغبية ومغرورة كنت أخطئ في حقه دائما

وكان يسامحني ولغبائي أتمادي أكثر وأكثر في أخطائي تحملني كثيرا حتي نضب رصيدي عنده

كم كان مراعيا خلوقا وكنت أنا تافهه متعجرفه (إموشن وجه يبكي)كم تمنيت أن يرجع الزمان للخلف ثلاثه أشهر فقط

لأعتذر له (إموشن قلب مقصوم نصفين )كنت أود أن أعرفه أنني بدونه جسد بلا روح لأنه هو روحي التي فارقتني منذ ثلاثه أشهر

إنا أكتب بكل أريحيه وبلا خجل منه الأن لأنني مطمئنه أنه لن يقرأ ما كتبته فأنا أعرف جيدا أنه لن يتطلع علي ما كتبت

فهو ليس من مرتادي المواقع الإجتماعيه فهو يسخر دائما ممن ينشرون مشاعرهم علي الملأ

ولكنني نشرت مشاعري لأن السؤال حرك شئ ما بداخلي حرك آلامي ورغبتي الملحه في تقديم الإعتذار له

والتي دائما ما تكبتها كرامتي الغبيه (إموشن وجه يبكي ) والذي لا يعرفه هو حتي الأن

إنه كما كان يهتم بأدق تفاصيلي أنا كذلك أعرف عنه ما لم يتخيل معرفتي به (إموشن قلب يرتعد يخترقه سهم )

فأنا أعرف انه يبكي بحرقه كلما شاهد فيلم الرسالة ويأتي مشهد قتل سيدنا حمزه وأعرف إنه يخشي الأماكن المرتفعه

ويحب تورته الفواكه ويعشق اللون الأسود في الملابس نعم أنا أعرف عنه الكثير ولكنني لم أظهر له ذلك

حتي لا يصيبه الغرور عندما يعرف أنني أبحث خلفه لأعرف ما يحب وما يكره وهذا من كثرة حبي له (إموشن وجه يبكي )

إنتهي مصطفي من قراءة كل ما كتبته مني وللعجب وجد نفسه مشفق علي حالها بعد فراقهما

وسمع ضربات قلبه التي تنبهه أن حبها لا يظل متمكن منه نعم فكل مشاعر البغض واللوم عليها

تحولت الأن بمجرد النظر لإسمها أمامه إلي حب ورغبه ملحه في التحدث معها للتخفيف عنها ولا إراديا

وجد نفسه يدخل ويكتب رد علي تعليقها فكتب مني كيف حالك ….مرت دقائق حتي جاءه الرد انا بدونك بلا روح

فانت روحي (إموشن وجه يبكي )إبتسم من طريقتها التي لم تتغير في الكتابة فكل كلمتين ثلاثه

تضع إموشن يعبر عن حالتها أثناء الكتابه

كتب ردا علي ردها فقال مستفهما نرجع لبعض ….جاءه الرد سريعا جدا (إموشن وجه يبتسم ويخرج منه قلبان )

بالطبع يجب أن نرجع لبعضنا البعض قام مصطفي من مقعده مسرعا ووضع ورقه ماليه علي الطاوله

وإنصرف وهو سعيد لا بل طائر من السعادة ولفرط سعادته لم يستمع للنادل وهو ينادي عليه الباقي يا أستاذ مصطفي

أستاذ مصطفي توجه مصطفي مسرعا لمنزل مني وإستقبله والدها بالترحاب فهو يعرف أن إبنته مدللة والخطأ دائما منها

والأن هو يأمل أن تكون قد إستوعبت الدرس جيدا وتتعامل مع مصطفي بما يستحق جاءت مني

وسلمت علي مصطفي الذي أعاد لها خاتم خطوبتها ودار بينهما حديث طويل لم يتفوه به أحد منهما و لم يستمع له أحد غيرهما

لأنه كان حديث بالعيون يفهمه فقط كلا منهما وها هما عادت المياه لمجاريها بينهما

والسبب سؤال عادي جدا تم طرحه بأحد المواقع الاجتماعيه الشبابيه وهو لماذا تركتوا بعض ؟

اترك تعليقك