زواج القاصرات جريمة ضد الإنسانية
كتبت /شيماء حجازي
انتشرت ظاهرة مقلقة للغاية وهي زواج القاصرات ، وكأن الأبوين يقمن بصفقة مربحة ، قد تغير مجرى حياتهم بالكامل، وتحول أحلامهم البائسة من ظلمات الفقر والبؤس إلى أحلام وردية ونعيم دائم، وذلك عن طريق بيع أبنائهم ليس بهدف الإتجار بأعضائهن، ولكن لقتل مشاعرهن دون رحمة ولا رأفة بهن ، والتربح من ورائهن للتمتع برغد العيش على حساب سعادتهم ودفن أحلامهم البريئة تحت ستار هذا الزواج الغير مقبول، لعدم اكتمال نضوجهم الفكري ،ووضع عبء المسؤولية على عاتقهن ، وجميعهم لم يكملوا دراستهم لهذا الزواج المبكر الذى يقضي على أحلامهم وطموحاتهم وعلى حياتهم !!
الزواج المبكر قد يؤثر بشكل سلبي على صحتها لتعرضها للحمل والإنجاب لصغر عمرها وقد تتعرض لمشاكل صحية جمة بسبب هذا الإنجاب المبكر ، واصابتهم في فترة الحمل بنوبة اكتئاب أثناء الحمل مثل غيرها مما يمرون بهذه الفترة
ما الفائدة التى تعود على الفتاة من الزواج المبكر؟؟
سؤال يفرض نفسه وسط تساؤلات كثيرة في هذا الشأن ، نبحث عن فائدة واحدة تعود على الفتاة من زواجها في سن مبكر، إذا كان أهلها هم المستفيدون الوحيدون من وراء هذا الزواج ، فماذا عنها هى ؟؟ لم تجنى من وراء هذا الزواج غير الفشل والحزن والضياع ، وإذا نظرت حولها لم تجد غير أسرة وزوج وأبناء في رقبتها ، وهي مازالت لم تستوعب حجم المسؤولية التى فرضت عليها ، حينما تجد نفسها أم لطفل أو اكثر ماذا هى فاعلة إذا وقتها ؟ وهى من تحتاج من يراعها فكريا ونفسيا ويساعدها لتحقيق ذاتها مثل أصدقائها الذين لم يتزوجوا في هذا السن المبكر .
المسؤول الأول والأخير لمرتكبي هذا الجرم في حق بناتهن هما الأبوين ، وضياع مستقبل بناتهن وهدم حياتهم عن عمد وقصد وتخطيط مسبق ، فحتما هذا الزواج لن يستمر طويلا لأنه فقد أشياء كثيرة لبناء أسرة قوية ، لا تهدمها عواصف وضغوطات الحياة القاسية .
الفتاة لزواجها المبكر هي من تدفع ثمن هذا وحدها ، ومن ثم أطفالها الذين سيقعوا فريسة لفشل هذا الزواج ، ولإجبارها على ترك أحلامها ودراستها من أبوين لا يقدرون ولايرون غير مصلحتيهما ، ولبيع ابنتهم في سوق العبيد لمن يشتريها ويدفع لهم أكثر .
وأحيانا مانجد أن الأسرة تقبل بزواج ابنتهم وهما في حالة مادية لا بأس بها، وإنما لبعض العادات والتقاليد التى نشأوا عليها وليس بغرض الحصول على المال من وراء هذا الزواج ، وإنما لتقاليد والعرف السائد في بعض البلاد ، ولكن هذا في حد ذاته، لم يكن فكرا صحيحا أيضا ، لأن الزواج في سن مبكر ماهو إلا إجهاض لأحلام الفتاة وعدم نضج فكرها وحياتها بأكملها ، فهى مازالت صغيرة ووضع هذه المسؤولية الكبيرة على عاتقها ، فهى مازالت تحتاج إلى حنان أبويها ، فبلوغها لم يكن مؤشرا لكبرها،لنلقى عليها هذا الحمل على
كتفها ، لتصبح زوجة وأما دون غيرها ، وهى لم تبلغ أشدها في العزم والفكر والقدرة على تحمل مسؤولية الزواج وواجباته نحو زوجها وأبنائها دون أن تلحق الضرر بنفسها وبغيرها .
كيف لفتاة أن تتحمل مسؤولية هذا الزواج وهى مازالت قاصرة؟؟
كيف لها أن تعطي وهى في أمس الحاجه إلى الإحتياج إلى من يعلمها ويرشدها لتكن زوجة وأما ناجحة ،دون أن تصاحب دموعها وسادتها كل يوم لفشلها وضياعها ؟؟ من سيشعر بها وبما تعانيه من هذه المسؤولية وثقلها؟؟ أصبحت هى الضحية وحدها نتيجة لسوء الفكر ولبعض العادات والتقاليد الخاطئة التى دمرت حياة الكثيرين أثر جهلهم ومعتقداتهم.
اترك تعليقك