موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

وقدت قميصه من دبر

http://السياق القرآنى

بقلم / السيد سليم

توقفنا في اللقاء السابق عند قوله تعالي ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه
هو نهاية موقف طويل من الإغراء، بعدما أبى يوسف في أول الأمر واستعصم.. وهو تصوير واقعي صادق لحالة النفس البشرية الصالحة في المقاومة والضعف؛ ثم الاعتصام بالله في النهاية والنجاة.. ولكن السياق القرآني لم يفصل في تلك المشاعر البشرية المتداخلة المتعارضة المتغالبة؛ لأن المنهج القرآني لا يريد أن يجعل من هذه اللحظة معرضاً يستغرق أكثر من مساحته المناسبة في محيط القصة، وفي محيط الحياة البشرية المتكاملة كذلك.
فذكر طرفي الموقف بين الاعتصام في أوله والاعتصام في نهايته، مع الإلمام بلحظة الضعف بينهما، ليكتمل الصدق والواقعية والجو النظيف جميعاً.
هذا ما خطر لنا ونحن نواجه النصوص، ونتصور الظروف. وهو أقرب إلى الطبيعة البشرية وإلى العصمة النبوية. وما كان يوسف سوى بشر. نعم إنه بشر مختار. ومن ثم لم يتجاوز همه الميل النفسي في لحظة من اللحظات. فلما أن رأى برهان ربه الذي نبض في ضميره وقلبه، بعد لحظة الضعف الطارئة، عاد إلى الاعتصام والتأبي.
كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء، إنه من عبادنا المخلصين
واستبقا الباب فهو قد آثر التخلص بعد أن استفاق.. وهي عدت خلفه لتمسك به، وهي ما تزال في هياجها الحيواني.
وقدت قميصه من دبر نتيجة جذبها له لترده عن الباب..
ثم تاتي وتقع المفاجأة والتي ليس لها تأثير مباشر علي هذة السيدة وألفيا سيدها لدى الباب
وهنا تتبدى المرأة المكتملة، فتجد الجواب حاضراً على السؤال الذي يهتف به المنظر المريب. إنها تتهم الفتى:
قالت: ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً؟ولكنها امرأة تعشق، فهي تخشى عليه، فتشير بالعقاب المأمون.
إلا أن يسجن أو عذاب أليم!ويجهر يوسف بالحقيقة في وجه الاتهام الباطل: قال: هي راودتني عن نفسي!
وهنا يذكر السياق أن أحد أهلها حسم بشهادته في هذا النزاع:
وشهد شاهد من أهلها: ولنتوقف عند شهادة الحق الذي اظهارها الله علي لسان أهلها ….

اترك تعليقك