قصة قصيرة .. الأخرس “الجزء الأول”
تأليف.. محمود زيدان
يوم عادي في حياة عادية يمر علي منطقة سكنية أقل من العادية؛
حالة وضع وجميع الجيران يفرحون للمولود الولد بعد أربع بنات لعم سيد وسمي المولود” وهبه”.
مرت الأيام واكتشفت الأم أن الطفل الصغير لا يستجيب للأصوات والأب يؤكد أنه لازال مولد؛ ولكن الأم تؤكد أن صغيرها يعاني من مشكلة بالسمع
الطبيب.. للأسف أبنكم من الصم والبكم.
الأم.. يعني أيه يا دكتور؟
الأب.. الواد لا هايسمع ولا هايتكلم
ينهض الأب من مكانه واقفا ثم يسجد لله حمدا وشكرا والأم قلبها يدمي وعينها تدمع.
الصغير يكبر ويبدأ في السير وحوله أخواته البنات وكل منهم تعتبر نفسها أمه والجميع يتعامل معه بحب شديد؛
تمرض الأم وتصبح طريحة الفراش والصغير يأتي إليها ليجذبها يريدها معه ويبكي الصغير حزنا.
في لحظة فارقة في عمر الصغير تغادر الأم منزلها إلي مثواها الأخير والجميع يحزن عليها فهي الجارة الودودة المحبوبة
ما مر يوم الا وكانت تشارك أفراح الجيران وتكون أول من يهنئ أو تشارك أحزان وتكون أول المعزين دائما هي الأقرب من الجميع لهذا كانت جنازتها مهيبة جدا وجميع أهل المنطقة وأقاربهم وأهاليهم وأصدقائهم يخرجون خلف الجنازة في وداعها في مشهد أقرب لوداع زعيم محبوب وليست جارة.
عين الصغير تبحث، تبكي، تتسأل أين أمي؟ والجميع يشعر به ولكن لا أحد يمكنه أن يجيب تسألت الصغير.
الأبنة الكبرى ذات الاثني عشر ربيع من عمرها تخلع ملابس المدرسة وترتدي جلبابها البيتي وها قد اتخذت القرار بأن تصبح هي أم الدار.
وبدأت الأم الصغيرة في مهام عملها المنزلي؛ وكانت تتحين الفرصة وتسأل جيرانها عن كيفية التعامل مع أخوها وكيف تتعلم التعامل معه وتعلمه كيف يتعامل معها؟
وعرفت أن هناك أماكن متخصصة لمثل حالة “وهبه” وذهبت وعرفت المطلوب والمصروفات وخلافة؛ كانت ظروفهم المادية متوسطة وبالكاد يكفي الاحتياجات الخاصة بهم
فكانت تلك الصغيرة السن كبيرة القلب والعقل تفعل مالا يمكن أن يتخيل كانت تقوم بالتوفير من مصروف البيت وكذلك كانت تقتسم مصروف أخوتها أثناء ذهابهم للمدرسة لتوفير مصروفات
أخيها وبعد أن جمعت المصروفات كاملة أخبرت والدها بما تفعل وكيف تصرفت أنبهر الأب مما يسمع من أبنته وبعد أن كان يفكر في الزواج ليحضر من تتحمل مسئولية الأطفال أما الأن فهو يري أن أبنته هي أنسب أم لأخواتها.
اترك تعليقك