عندما يتوقف العقل عن العمل
بقلم الكاتب الصحفي /فؤاد غنيم
لا شك أن العقل هو الذي ميز به الخالق سبحانه وتعالى الإنسان عن باقي المخلوقات.
فلكي يحي الإنسان حياة طبية ويحقق مراد الله من وجوده في هذه الدنيا؛ لابد أن يعمل عقله في كل شئون حياته.
فعبادة الله سبحانه وتعالى تحتاج إلى إعمال العقل في التقرب إلى الله ، والوقوف عند حدود الله التي وضعها لحياة الإنسان في الدنيا لكي ينال رضا الله ورحمته.
وكذلك الإقرار بقدرة الله في خلق هذا الكون بكل ما فيه، وأنه وحده الأحق بالعبادة ولا يمكن أن يكون له سبحانه شريكاً ولا ولداً.
وقد أمرنا الله في كثير من مواضع وآيات القرآن الكريم.
أمرنا بالتفكر والتدبر في أيات الله الكونية وفي مخلوقاته.
لكن عندما يتوقف العقل عن العمل ؛تحدث الكوارث والمصائب، وترتكب المعاصي بكل أشكالها على كل المستويات.
وهذا هو السبب الأساسي لما نعانيه في مجتمعا
من مصائب ومآسي وجرائم ومشاكل وضيق المعيشة
وصعوبة الحياة وسوء الأخلاق.
وقديما كان توقف العقل عن العمل وعدم إعمال العقل
في التفكر سببا في عبادة الأصنام ،كما جاء في مقدمة تفسير بن كثير.
فالعقل نعمه أنعم الله بها على الإنسان يجب أن يستغلها في بناء الحياه بكل معانيها.
فإذا استطاع الإنسان أن يحكم عقله في كل أُمور حياته ليسير في الطريق الصحيح؛ سوف يسعد ويسعد المجتمع.
وإذا تعامل مع مقضيات الحياة بشكل عشوائي سوف يشقى ويشقى المجتمع.
فالذين يسيرون في الحياة على هواهم دون إعمال العقل؛ يرتكبون الجرائم لتحقيق أهدافهم الرخيصة والتي هي زائلة.
فالسارق و المختلس والمرتشي، هو شخص غاب عقله عن التفكير في صحيح الحياه التي تتطلب الجهد والعرق ليحي حياة كريمة.
وليس إستسهال الربح الحرام والذي يدمر به نفسه وحياته ويدمر المجتمع.
وفي هذه الأيام نعيش تحت قأئمة من الإشعات و المعلومات المغلوطة التي تُبث من كل مكان فيما يسمى بحروب الجيل الخامس.
يسمعها الكثير منا، ويصدقها ويُبني عليها مواقفه دون التفكير فيما يسمع و يعلم
وإعمال العقل فيما يُعرض عليه من معلومات ليضعها في الميزان الصحيح و يعرضها علي عقله لكي يعرف الطيب من الخبيث ويتحقق في كل ما يسمع.
ويعلم إن أخطر مايهدد أمن وسلامة المجتمع هو تبني أراء واتخاذ مواقف على معلومات غير صحيحة ومغلوطة
تؤدي بالتأكيد إلى ضرر الفرد و المجتمع.
لقد منحنا الله سبحانه وتعالى العقل لنبني به، ونعمر الأرض، و نحيى حياة طيبة.
ولا شك أن اعمال العقل وإبداعاته كما أرادها الله وهي كثيره ومتعددة يكون فيما يحقق الخير للفرد والمجتمع ويحقق الحياة الكريمة والسعاده للجميع.
وليس استخدام العقل في الشر والخُبث والظُلم والقهر ونشر الفوضي من خلال قلب الحقائق.
أو يتوقف العقل عن العمل والتفكير السليم ليصبح الإنسان
مثل باقي المخلوقات ويرفض نعمة الله التي أنعم بهأ على الإنسان
فليحفظ الإنسان عقله من العبث والشر وسوء الاستخدام
ويحقق مراد الله في رسالته في الدنيا وعمارة الأرض.
حفظ الله مصر وشعبها
اترك تعليقك