موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

محمد فوزى فنان شامل .. ملحن سبق عصره. و هزمه السرطان 

محمد فوزى فنان شامل .. تدهورت حالته بسبب التأميم و هزمه السرطان 

محمد فوزى فنان شامل .. تدهورت حالته بسبب التأميم و هزمه السرطان 
محمد فوزي

كتبت /دعاء سنبل

 

محمد فوزى باعث البهجة والسرور، وكان سابق عصره في التلحين  ،  فهو مطرب وملحن وممثل متميز وله لون خاص.

 

السيرة الذاتية للفنان:

 

ولد  محـمد فَوزي 15 أغسطس 1918  في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية  في أسرة من الطبقة المتوسطة،

وهو يأتي في الترتيب 21 من بين أصل 25 ولدا وبنتا بينهم الفنانة هدى سلطان و هند علام .

تعلم محمد فوزي  أصول الموسيقى على يد جندي إطفاء يدعى محمد الخربتلى،

وكان يصطحبه للغناء في الموالد وحفلات الأعراس، ثم رحل إلى القاهرة عام 1938،

وعاش أوقاتا صعبة جدا، قبل أن يلتحق بفرقة بديعة مصابني، ثم فرقة فاطمة رشدي، ثم الفرقة القومية للمسرح.

 

تعرف على كل من فريد الأطرش ومحمد عبد المطلب ومحمود الشريف في ملهى “بديعة”، وقرر المشاركة معهم في تلحين الاسكتشات

والاستعراضات وغنائها، ما شجعه على دخول امتحان الإذاعة كمطرب وملحن، ولكن على الرغم من نجاحه كما لحن ورسوبه كمطرب،

إلا أنه لم يستسلم، وظل حلم الغناء يراوده، وهو ما دفعه لإحياء أعمال سيد درويش

التي أتاحت له الفرصة للتعاقد مع الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى كممثل ومغني في مسرحية “شهرزاد” لسيد درويش.

 

 عرضت عليه الممثلة فاطمة رشدي التي كانت تؤمن بموهبته، العمـل في فرقتها كممثل ومغني، وفي عام 1944م طلبه الفنان يوسف وهبي،

ليمثل دورا صغيرا في فيلم “سيف الجلاد”،

وهو ما فتح له الباب ليشارك في فيلم “أصحاب السعادة” الذي حقق نجاحا ساحقا وقتها.

 

محمد فوزي كان فنان متميز 

 

 في فيلم “معجزة السماء” قدم فوزي لونا فنيا جديدا وغريبا على الوسط الفني وذلك بغنائه أغنية “كلمني ضمني

” لأول مرة في مصر والتي جاءت ضمن أغاني الفيلم فقد اكتفي فيها بصوت خلفي للكورال والذي عرف بـ فن

“أكابيلا”، وهو فن استعراضي سمعي يستغني عن مصاحبة الفرقة الموسيقية وآلاتها،

ويستعين بدلا منها بالصوت البشري من كل الطبقات ليحقق إنجازا غير مسبوق

   أول من قدم أغنية للطفل مثل “ماما زمانها جاية”، “ذهب الليل”، “هاتوا الفوانيس يا ولاد” .

 

وكان أول من قدم أغنية فرانكو آراب “يا مصطفى يا مصطفى” والتي غناها برونو مورى شقيق الفنانة العالمية داليدا و المطرب بوب عزام في عام 1961،

 

وبعد ظهور الأغنية في السينما في فيلم “الحب كده” انطلقت عشرات النسخ من هذه الأغنية مترجمة إلى العديد من اللغات:

 منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية وصولا إلى اللغة الأردية، كما قدم بعدها أغنية فرانكو أراب أيضا وهي “فطومة أنا قلبي حبك”.

قام بتلحين النشيد الوطنى الجزائرى على نفقته الخاصة و تم تكريمه  من قبل الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة .

 

أبرز أعماله فى السينما :

 

  شارك فى  37  فيلما أشهرها حب و جنون مع تحية كاريوكا و ورد الغرام و المجنونه مع ليلى مراد و الزوجة السابعة مع مارى كوينى و فاطمة و ماريكا و راشيل و بنات حواء و نهاية قصة مع مديحة يسرى و يا حلاوة الحب مع نعيمة عاكف و دايما معاك مع فاتن حمامة و ليلى بنت الشاطئ مع ليلى فوزى و فاعل خير و ثورة المدينة مع صباح  .

  زيجاته :

 

 تزوج الفنان الراحل من ثلاث زوجات وانجب خمسة أبناء .. الزيجة الأولي من هداية عبدالمحسن يوسف،

تزوجها عام 1943 و كان عمرها 16 سنة وهو في الخامسة والعشرين وتزوجها وأنجبت له ثلاثة أولاد ذكوراً هم محمد نبيل “اسم مركب” تخرج من كلية الهندسة والتحق بالقوات المسلحة.

ورقي إلي رتبة اللواء مهندس وتوفى  في ديسمبر .2009  و الثاني سمير رجل أعمال ومات في هولندا.

الثالث هو الدكتور منير وهو أستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس ولديه  سبعة أبناء .

 

بعد ست سنوات طلق محمد فوزي زوجته هداية وتزوج من الفنانة مديحة يسري التي مثلت أمامه سبعة أفلام تزوجها عام 1949 وأنجب منها وفاء و لكنها ماتت وهي رضيعة.

كما أنجبت ولداً هو عمرو كان بطلاً من أبطال الكاراتيه وعندما بلغ الثامنة عشرة توفى فى حادث سيارة  في طريق المطار.

الزوجة الثالثة هي الممثلة  كريمة التي اشتهرت بلقب كريمة فاتنة المعادي.. تزوجها عام 1958 و لم ينجب منها لكنها كانت مطلقة وعندها ثلاثة أطفال .

 

تأميم  الثورة شركته التى وضع فيها كل مدخراته :

 

عندما قرر محمد فوزى  أن يحارب الاحتكار الأجنبي لسوق الأسطوانات الفنية أسَّس شركة باسم مصرفون  لانتاج الاسطوانات  ،

و استوديو لتسجيل الاغانى وضع  فيها  كل مُدَّخرات عمره، وباع كل ما يملك من أراضٍ وعقارات.

و افتتح مشروعه رئيس الوزراء د. عزيز صدقي شخصيًّا في 30 يوليو 1958، وأثنى على وطنيته وتوفيره للنقد الأجنبي .

ورغم كل ذلك فقد اجتاح التأميم شركة مصر فون في نهاية عام 1961  وتحوَّلت إلى شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات المعروفة حاليًا .

 

كان اليوم الذي صدر فيه قرار التأميم هو الأسوأ في حياة محمد  فوزي فعندما ذهب الى  شركته  ،

ولاحظ وجود عدد كثيف من العساكر في محيطها. ولما  دخل مكتبه ، وجد ضابطا يجلس على كرسيه و أخبره أن الثورة قد أمَّمَتْ مصنع أسطواناته وإستوديو أغانيه.

ثم نادى على الساعي، وأمره أن يقود الأستاذ إلى مكتبه الجديد كموظَّف براتب مائه جنيه  ،

وكان مكتبه الجديد في غرفة الساعي الخاص به بجوار دورة المياه !  .

 و في الوقت الذي صادر فيه النظام العسكري شركة مصر فون لمالكها محمد فوزي،

لم يقترب  التأميم من شركة صوت الفن لصاحبَيْها محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ

لتقديمهم أغانى سنوية  فى عيد الثورة حيث كانوا مقربين للنظام وقتها  .

دخل محمد فوزي في حالة نفسية سيئة جدًّا. وسرعان ما تدهورت صحته 

و نفدت مدخراته القليلة على علاجه خلال عام واحد، بعد أن صودرت أمواله.

 

وصية محمد فوزي الأخيرة  

 

 جاءت وصيته التي كتبها بنفسه  ويقول فيها  : “إن الموت علينا حق وإذا لم نمت

اليوم سنموت غدا وأحمد الله أنني مؤمن بربي فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام

التي أعانيها، فقد أديت واجبي نحو بلدي و كنت أتمنى أن أؤدي الكثير ولكن إرادة الله فوق كل إرادة البشر،

والأعمار بيد الله لن يطيلها الطب ولكنى لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا في حق نفسي

وفى حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة.. تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلى

.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. أخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي”.

 

ذكرى رحيله :

 

توفي في  20 أكتوبر 1966 بمدينة برلين الألمانية، بعد إصابته بمرض سرطان العظام لم يتوصل الأطباء إلى معرفة كيفية علاجه،

فهو خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض حيث وصل وزنه إلى 36 كيلو وتم دفنه فى مصر .

 

اترك تعليقك