موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

موعد أخر الزمان

كتب : خالد عبد القدوس

منذ ما يقرب العام سخر مني أحد أصدقائي وهو يسرد على مسامع الجميع واقعة قديمة لي عندما كنا في المرحلة الابتدائية والتي كانت تتمثل في أنني ذهبت إلى المدرسة في أحد الايام وقد أخبرتهم أن لدي فكرة لتحرير فلسطين
حينها أنصت الجميع وقد ظنوا أنيي قد وجدت السبيل لذلك الحلم الذي يراود الجميع ولكن حينما قلت ما لدي تحول ذلك الانصات إلى أصوات ضحكات عالية ملأت المكان حين اخبرتهم أنه يمكننا هزيمة جيش الاحتلال بتفجير اسطوانات الغاز المنزلية ..
تلك الواقعة من يسمعها في يومنا هذا لا يملك من نفسه شيئاً سوى أن يفعل مثل ما فعل أصدقائي ولكن لو عدنا إلى أرض الواقع لأدركنا أنها كانت مجرد فكرة لدى طفل أراد له الله عز وجل أن يكون من ضمن تلك الأجيال التي ما زالت تؤمن أن الكيان الصهيوني هو العدو الرئيسي لأمتنا ..
طفل له عقيدة أنه مهما مر من وقت فإن فلسطين هي أرض عربية شاء من شاء وأنكر من أنكر…
وبمضي الوقت أصبحت أجزم أن تلك الأرض هي كبش الفداء التي صار ولا بد أن تكون هي محل الصراع ، هي الأرض التي لم ولن تنعم يوماً بالسلام إلا فيما ندر .
وخلال سنوات عمري التي تجاوزت النصف قرن بعام كان لدي أمل أنني سأحيا إلى اليوم الذي أرى فيه الجيوش الاسلامية تصلي في المسجد الأقصى وظل ذلك الامل في قلبي وعقلي إلى أن جاء اليوم الذي رأيت فيه افتتاحية النشرة الاخبارية لإحدى قنوات الاحتلال في بث مشترك مع قناة إحدى الدول العربية والابتسامة تعلوا وجه مقدمي البرامج في كلا القناتين وكأن ما مضى من جرائم الاحتلال أصبح في طي النسيان بين يوم وليلة .
فقدت الأمل بعد أن وجدت أحد الصحفيين العرب يقول أن من يرفض الاعتراف بذلك الكيان هي الدول المستبدة الظالمة وأن أرض فلسطين هي حق قديم لهم وأننا لو بحثنا في كتب التاريخ لن نجد أنه كان هناك دولة تسمى فلسطين فهو لا يعرف من أين جئنا بذلك الاسم من الأساس .

كيف نريد أن يظل ذلك الأمل موجوداً ونحن نرى الكثير من أئمة دولنا العربية يدعوا لنسيان القضية والتعايش السلمي مع من قتل ودمر وأحرق وارتكب من الجرائم ما لا يمكن نسيانه أو قبوله . كيف يبقى الأمل وقد أصبح من لا يزال يدافع عن القضية هو مجرد شخص رجعي ومتخلف كاره للسلام .

ما سبق ذكره هي مجرد نماذج بسيطة جعلتني أؤمن أن ذلك البلد لن يعود إلا في آخر الزمان وإن عاد قبل ذلك فليس في المستقبل القريب فنحن أصبحنا أمة تحاول إقناع نفسها بهويتها ودينها ، فكيف السبيل إلى فلسطين ونحن لم نجد السبيل إلى أنفسنا .

اترك تعليقك