موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

رواية مسافر بلا متاع

 للكاتب الفرنسي جاناوي

قصة رائعة بكل المقاييس استمتعت بها كثيرا

وأرجو أن تستمتعوا بها أنتم أيضا

تحكي هذه الرواية عن جاك ذلك الشاب الفرنسي الذي ذهب إلى الحرب العالمية الأولا والتي كانت عام 1914 والتي كانت فرنسا طرفا بهاولكنه جُرح اثناء الحرب وعلى اثر هذا الجرح فقد ذاكرته بشكل كامل فأصبح جاك بطل الرواية تائها لا يذكر شيئاً عن حياته الماضية

ورفقاً بحالته التي آل إليها فقد تركته المشفى التي كان يعالج بها كخادمٍ ويستطيع أن يعيش في مكان مأمون..

وبعد سبعة عشر عام تسرب إلى اهله خبر أنه مازال يحيى فجاءت عائلته للتعرف عليه

وبالفعل تعرفت عليه هذه العائلة وأخذته معها ليحيى بينهم..

فبدأ كل فرد من هذه العئلة يقوم بتنشيط الذاكرة لديه بأن يحكي له عن طفولته وعن فترة شبابه التي قضاها معهم..

ولكن هنا تحدث المفارقة الغريبة جداً

ففي السبعة عشر عام التي قضاها بالمشفى كان كل من بها يشهد له بالخلق الرفيع والذوق العال والهدوء والرقة..

كذلك كان جاك..

وحين بدأت أمه أن تذكره بطفولته قالت له

هل تذكر هذه اللعب هل تذكر أنابيب الاختبار هل تذكر هذه العجلة الدوارة

كانت كلها لعبً علمية

لاحظت انه غير مبالٍ بهذه اللعب غير متذكر حبه لها وشغفه بها

قالت له هل تذكر هذه النبلة التي كنت تصيد بها العصافير

لقد قمت يا جاك بقتل الكثير منها ولم تكتفِ بهذا بل كنت تقتل الكلاب الصغيرة والفئران والطيور التي كنت اقتنيها داخل القفص..

وهنا بانت عليه الدهشة والحزن معا والتعجب أيضا أهذا الرجل الرقيق كان يقتل الحيونات والطيور بطريقة وحشية..

ظل يستمع إلى تلك الذكريات ولم يذكر منها شيء..

وظل هكذا عدة أيام بدأت امه تذكره بشيء آخر يتعلق بفترة شبابه ..

قالت له أتذكر الخادمة التي كنت مغرماً بها وأنت في الخامسة عشر..

أتذكر صديقك الذي قتلته في هذا السن..

وهنا انهار جاك أأنا قتلت صديقي..

وطلب من أمه أن تستدعي تلك الخادمة إذا كانت مازالت بالبيت..

فقامت الأم باحضار تلك الخادمة وأخذت تقص عليه كيف كان مغرماً بها..

وكيف قتل صديقه الوحيد من أجلها..

هي تحكي بفخر واعتزاز وهو يبكي من هول المفاجأة..

ولم يذكر أي شيء مما حكت

ثم جاءت زوجة أخيه لتذكره بماضيهما الغير مشرف وكلما علم شيء من ماضيه هذا زاد نكرانه لهذا الماضي وتشبس بأمل أنه ربما لا يكون هو جاك..

وهنا قالت له زوجة أخيه هناك علامة في جسدك لا يعرفها إلا أنا هناك أثر جرح ووصفت له أين هو هذا الجرح إذا وجدته لا شك أنك أنت جاك..

ذهب على الفور للبحث عن آثار هذا الجرح وللأسف وجده في كتفه..

وأخذا يبكي ويبكي..

ويرفض ما مضى بكل مافيه..

وكانت تلك العائلة التي بالفعل عائلته ليست الوحيدة التي تبحث عنه كانت هناك عائلات تبحث عن أبنائها الذين تغيبوا أثناء فترة الحرب لعله يكون هو..

وفي يوم قابل طفلا صغيرا كان هو الآخر يبحث عن فرد قد تغيب من عائلته وكان هذا الغائب آخر فرد في عائلة هذا الصغير نظرا لحادة تسببت في موت عائلته بالكامل..

وعلم من الطفل اسم ولقب هذه العائلة وهنا قال للطفل أتحب أن أكون أنا هذا الفرد الغائب قال الطفل نعم فأنا بمفردي في هذه الحياة أبحث عن من يهتم بي وعندي ميراث كبير لست أدري ما أفعل به فمازلت صغيرا لا اقدر على هذه الأشياء..

وهنا قرر الشاب جاك أن يخبر المشفى أن عادت إليه ذاكرته هو ليس جاك هو الشخص الذي ينتمي لعائلة هذا الطفل

وهنا استطاع جاك التخلص من ماضيه الأسود والذي كان لا يتلاءم مع شخصيته ولا ميوله ولا طباعه..

واختار حياة نظيفة بعيداً عن أي شخص يذكره بهذا الماضي البغيض..

وهنا يكمن سؤال هام هل كان يحمل الشخصية الثانية الرقيقة التي تشع بالجمال في اللا وعي وحينما غابت تلك الشخصية الوحشية بفقدانه الذاكرة ظهرت شخصيته الحقيقية..

رواية مسافر بلا متاع للكاتب الفرنسي جاناوي…

ترجمة وتلخيص رباب القاسم

رئيس قسم الآداب بجريدة نبض الوطن

اترك تعليقك