قانون الحزن
….
بقلم الكاتبة / غادة العليمي
الحزن نبته وحشيه تضرب جذورها قاع القلب وتتفرع اغصانها نحو اوردة الروح
وما للحزن سقيا الا ماء العين و دم النبض
والفقد احساس بتر لا يجوز معه الا ان تتألم له ، تتألم
وتتألم وتتألم حتى تعتاد على الالم فيصبح عادى لا يؤلم او حتى يعتاد هو عليك فيزهد فى ايلامك ويرفع يده عن جز روحك
وثمة فترة ثقيلة عصيبة فى حياة كل البشر لا تمر الا وهى تجثو على صدره وتزحف فوق قفص قلبه
وتجمع اغراضها قبل الرحيل من هدوء روحه
نحن نجهل الحقيقة الوحيدة فى الحياة وهى
الموت ومهما سلمنا بالأمر نسلم باللسان فقط و لا يصدق العقل الا بالتجربة ولا يطاوعه القلب الا بوجع الحنين ولهفة الاشتياق ومرارة الفقد
ولا احد فينا مهما عاش او عظم امره لم يجرب آلم الفقد فوحده الله الباقى وكلنا راحلون وورق
الشجرة التى ننبت على اغصانها يتساقط تباعا كلما حل الخريف فلا نستطيع سوى ان نأسي لمكانه
الفارغ ونراقبه يبتعد ونتمنى ان يستقر فى مكان افضل وشجر اكثر خضرة وجنان اكبر رحمة وفى يدى زارع مبدع عظيم هو اللطيف الرحيم ،
ولانه رحيم يمن علينا بالنسيان والتعود فكل شئ فى خلقه يولد صغيراً ثم يكبر الا جذوة نار الحزن تبدأ
مشتعلة قوية حارقه ثم تخبو حتى تنطفئ ويبقى رمادها تذكرة لما فعلته فينا ،، سنة الله ولا مبدل لسنن الله فى الارض
ولكن ما يحدث ان ثمة سنن اخرى تزيد الوجع وجع والالم الم والحزن حزن ثمة اعراف غبية وموروثات
سخيفة واحكام بشر ناقصة وعى وفكر وقياس
تضع لك قانون للحزن وخطوات للاسي ومصطلحات
للوجع ومناسبات للتعبير عنه ووحدات قياس بين الثلاثة والسبعة والاربعين يوما ،، ثم تختفى وتعود بعد عام يسمونه سنويه الاحزان
حتى نوع الطعام الذى يطهى بدموع اهل الفقيد تحدده الاعراف ، ويعاقب عليه قانون عيب الشوم و الناس التى تآكل الوش
وتلعقك الالسنة اذا قدمت غيره او سقطت بحمل حزنك فلم تقاوم الالم وتقف لتطهو هذا النوع
الشهى من الطعام للحزانى الذى جاؤك ليأكلوا ويراقبوا تطبيقك العملى لما وضعوه لك من قانون
وتختلف القوانين فى المجتمع الذكورى بين النساء والرجال فتفرض ضوابط على حزن المرأة وتترك الرجل يضع ما يناسبه من ضوابط
فبعضهم يقرر للنساءه ما يجوز حضوره ومالا يجوز من مراسم توديع الراحلين ، ويحول بين رغبه
نساءهم فى الوداع الاخير ، فلا يجوز لها حتى الوداع الاخير لانها نساء.. وتجد الف رقيب يقف على مقربة منها يصيح فيها بما يجوز وما لايجوز
اما مالم اجد له اى تفسير
هو هذا الرجل الفاقد لوالد او ام او ولد فمنطقى جدا ان يكن بالطبع حزين ولن يقلل حزنه ان يرتدى
احمر او اصفر او حتى شورت او ملابس براقه ،، لا يسأل عن مظهر والجوهر الملكوم مقهور بحزنه
اما هى فإذا ارتدت شال رأس فاتح فهى آثمة او لا قدر الله والعياذو بالله صبأت وتجرأت وتجردت من
العرف والاخلاق ووضعت فى معصمها ساعة لها عقارب بيضاء وسط هذا الذى تتكوم داخله من سواد
لاشئ فى بلادنا يخضع لمنطق او لدين وانما اعراف لا ترحم حتى الملكومين ،، وتعاقبهم اذا خرقوا قانون الحزن