عذرا رسول الله … عذرا معلم الأمة …
كتبت علا هويدي
تصفيقات استمرت دقائق إحياء لذكرى المدرس الذي قُتل بقطع رأسه في فرنسا حيث تجمع الآلاف في باريس ومدن فرنسية أخرى للتعبير عن تضامنهم
تجمع آلاف الأشخاص منهم شخصيات سياسية، اليوم الأحد (18 تشرين الأول/أكتوبر 2020) في كافة أنحاء فرنسا للدفاع عن حرية التعبير تحت شعار ” انا استاذ “.
حيث استمروا بالتصفيق لعدة دقائق تكريماً، للمدرّس صمويل باتي الذي قُتل الجمعة لعرضه رسوماً كاريكاتورية ،للنبي محمد على تلاميذه في الصف ،في جريمة أثارت حزناً شديداً في البلاد ،ووُضع على خلفيتها عشرة أشخاص في الحبس الاحتياطي.
وهنا نحتاج وقفة مع الفكر
فبغض النظر عن ان ما تم جريمة ،وانه لا يصح الا الصحيح ،و لا يحق اخذ الحق الا عن طريق اولي الامر ، و عن طريق التقاضي … و لكن هناك العديد من الاسئلة التي تحتاج للاجابة :
اولا : هل كان يجرؤ هذا المدرس و الذي كان يتحدث عن الحرية ان يتطاول او يتهكم علي بابا الفاتيكان او علي الماسونية ؟
الاجابة لا … و لن يجرؤ هو و من علي شاكلته على فعل ذلك لان هناك قوانين رادعة تخص هذه الفئات، و لكانت الدنيا قامت و لم تقعد حتي يقتص من معاديين السامية و الباباوية و حرية الاديان و حرية العقيدة … أما الاسلامية ، و اما نبي الاسلام و المسلمين ، فحدث و لا حرج.
يتهكم من يتهكم و يتطاول من يتطاول ، و يخوض من يخوض … و ليس هناك من رادع فالبرغم من كون اعداد المسلمين فالعالم ،تتخطى اعداد الديانات الاخري بمراحل … الا انهم كغثاء السيل … كما اخبر نبي الامة “و ما ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى “. ، لم يهتموا ، و لن يهتموا الا من رحم ربي.
ثانيا :هل هذه الدول تطبق الاخلاقيات و الحريات و تدافع عن حريات الاخرين ؟
الاجابة … لا … و مما يؤكد ذلك عندما تغلق الدول الاوربية موانئها ،في وجه اللاجئين حتى ان حرس السواحل لديهم ، يقومون بخرق قوارب اللاجئين المطاطية بالحراب ،في عرض البحر متسببين في وفاتهم غرقا بالمئات ،سواءا كانوا رجالا او سيدات ،اطفالا او شيوخا ، صغارا او كبارا ، اصحاء او مرضى .
ثالثا : هل يحترم هؤلاء حرية الديانات الاخري في ارتداء الزي المناسب لهم ؟
الاجابة … لا … بل ان دكتورة صيدلانية مصرية قتلت في المانيا داخل قاعة المحكمة امام زوجها و طفلها حينما ذهبت تشكو تعرضها للتحرش و التهديد و التعنيف من جار لهم يكره كونها مسلمة و كونها ترتدي الحجاب …
بل و الاحقر من ذلك قيام حرس المحكمة بالقبض علي زوجها و أثناء محاولته المستميته في الدفاع عنها و تخليصها من يد قاتلها ، بحجة انهم ظنوا انه يريد الحاق الاذي به … فهم لم يتركوا القاتل فقط و لكن هيئوا له الفرصة ليجهز علي القتيلة.
رابعا : هل الاخلاقيات و المثل و الحريات التي صموا بها اذاننا حقيقة ، ام انها نكتة سخيفة دائما لهم و ليست عليهم.؟
الاجابة … لا … لا توجد بل اكذوبة يظلوا يرددونها طويلا، بهدف محاولة اقناع الاخرين بصدقها ، ” فالبضاعة الفاسدة ينادى عليها صاحبها “.
حيث يحضرني هنا ما تعرض له بعض الطلاب المصريين ،اثناء دراستهم لاحد كورسات اللغة باحدي الجامعات الاجنبية بمصر ، حينما قام بالتدريس لهم اساتذة اجانب ،اخذوا يسقونهم الحرية فى كؤس يظنها العطشان ذهبا ، و لكن متي تعارضت هذه الحرية مع مصالحهم و مع رموزهم و تعرضوا للنيل منها من هؤلاء الطلبة .
لينكشف المستور و يزول الطلاء كاشفين عن زيف الذهب و تجلي الصدأ ، حيث اخذ مدعي الحريات يذكرونهم بانهم هم من يقوموا بالتدريس لهم و فضلهم و فضل دولتهم عليهم و المعونات التي يقدموها للبلاد ظنا منهم انهم بذلك قد نالوا من كرامتهم .
إلا أنهم و لسخرية القدر ، فوجئوا بأسود شرسة أبيه ، تعلمت سريعا ما تلقفته منهم ،و هو الدفاع عن حريتهم و حرية ما يعتقدونه ،فردوا إليهم الكيل مرات و مرات ، ليعلموهم ، و ليعلموا العالم اجمع ،ان حب المصريين لدينهم و لبلادهم متربع بداخل قلوبهم و عقولهم … لم و لن تفسده الاكاذيب و الإدعاءات و زيف المعاملات .
واستطاع هؤلاء الشباب الصغيرون سنا و الكبيرون كرامة ،ان يهزوا عرش الافعي و يجعلوها تعود ادراجها لجحرها مرة اخرى، تجر وراءها اذيال الخيبة و الحسرة والألم لما أفنته من اوقات وجهود كانت تبذل لخلق جيل فاسد،إذ انهم بدلا من ذلك اوقذوا على حين غفلة مارد نائم ، استفاق علي الحق ،و على حب الدين ،و الامة ،و الزود عنهم بالقلب ،و العقل، و الغالي و النفيس.
خامسا : عذرا رسول الله ،و الصلاة و السلام عليك يا حبيبي يا حبيب الله … حقا نحن خير اجناد الارض و سنظل في رباط إلى يوم الدين … و تحيا مصر.