موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

بريد قرَّاء نبض العرب. زوجتي فعلت تلك الفعلة البشعة. كيف أتصرف

أسماء خليل

سيدتي بعد التَّحية، أنا ” أ. ن” أبلغ من العمر ثلاثون عامًا، لديَّ ولدان، ولي زوجة كنت أعاملها جيدًا، أقوم بسد متطلباتها هي وأبنائي، وأحنو على الأولاد وأحل مشاكلهم، أمنحهم من وقتي بشكل سريع لانشغالي؛ ولكن إحقاقًا للحق، كنتُ لا أتحدث مع زوجتي أبدًا ..وبشكل دائم أقول لها إذا تحاورنا : أنتِ لا تفهميني أبدًا.. كنت دائمًا أشعرها بإنها أقل ثقافة مني دون أن أسمعها.. وبيومٍ من الأيام السابقة خَرَجت هي وجارتها لفرح، ولكني لا أعلم لماذا حينما عادت من الخارج دبَّ في قلبي شئ ما، فقلتُ لها دون تريث : اعطني هاتفك.. فقالت :لا.. كررت الأمر، قالت لا،ولا أعلم ما حدث في عقلي رأيتُني أركلها بقدمي؛ فأعطتني الهاتف.. وحينما فتحته كانت المفاجأة، إنها تحدِّث ذلك الرجل الآخر وتشكو له مني ولا يخلو حوارهما من تبادل كلمات العطف، انهلتُ عليها ضربًا وأخذت منها الموبايل بلا عودة، عاشت ذليلة لي قُرابة شهر؛ خشية أن أحدِّث أهلها أو أهلي في ذلك.. أشفقتُ على حالها جدًّا، فرَقَّ قلبي لها وصالحتها، وجعلتها تعود كما كانت ويعلو صوتها بالمنزل؛ حتي لو لي.. أي عادت الحياة لمجاريها، ولكن أتت الطامة الكبرى حينما مرَّ الوقت واطمأنت لي..

حدث ما لم أتوقعه منها ..
أخذت الموبايل فون الذي يمتلكه ابني الصغير وتحدثت مع ذلك الرجل وكانت تقوم بمسح المحادثات ، ولا تعلم أني أراقبتها، فوجدتُ مالا أطيق، وجدتها ترسل له صورة بملابس داخلية وهو يتغزل بها.. ضربتها ضربًا مُبَرِّحًا، وهي الآن لدي دار أبيها.. يقول لي صديقي أنَّني ظلمتها بابتعادي عنها ولنبدأ من جديد.. فماذا أفعل؟ هل أُطلِقُها؟ أم أُصالحها ونبدأ من جديد؟

عزيزي ” أ. ن” كان الله بالعون..

نحن لا نريد أن ندفن رؤوسنا بالرمال وتبقى أجسادنا مكشوفة.. للأسف أنت تطرح قضية انتشرت في المجتمع بالآونة الأخيرة.. وهي انشغال الزوج عن زوجته عمدًا أو غصبًا، فسرعان ما تذهب الزوجة للعالم الافتراضي لتحقق في الخيال ما لم تستطع تحقيقه على أرض الواقع..

عزيزي، إنّ ما فعلته زوجتك ليس خيانة فعلية.. ولكن كان ينبغي عليها أن تراعي الله.. إنّني أتفق مع صديقك الآن أن تمنحها فرصة ثانية، ولكن لابد أن تمنح نفسك أنت أيضًا فرصة أخرى لرؤية الحياة من جديد.. في وسط مشاغلك أشعر بها كإنسانة، وخاصةً لابد من تعديل نظرتك الدونية لأفكارها ولا تشعرها بإنها تحمل فكرًا تافهًا.. لماذا ذهبت تحدث آخر؟! لأنك لا تهتم بها.. أنا لا أبرر فعلها المُشين، فهي أخطأت في حق نفسها أولًا قبلك..

اجعل الحياة تستمر بقواعد جديدة، فإنَّه الله غفورٌ رحيم.. ولكن كما يقولون لدينا بالعامية “التالتة تابتة”..

بحق الله لو أخطأت للمرة الثالثة، انفصل عنها، فستكون غير أمينة على أولادك.. كما أنها ستستهين بصورتك أمام عينها، ستري أنها لطالما تفعل الخطيئة وأنت تغفر لها، فلا ينبغي على المرأة أبدًا مهما كان زوجها من سوء أن تخون ولو بالعالم الافتراضي وكذلك الرجل، ولكن مثلما تغفر المرأة للرجل اغفر لها انت أيضًا..

عزيزي.. اغفر لها من قلبك ولا تتصيد لها الأخطاء.. وجِّهها بصورة مباشرة واحتضنها من أجلها وأجل أولادها، فإن أصَّرت على فعل الرذيلة؛ انفصل عنها، فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرا.

اترك تعليقك