موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

ربما سنحيا مجددا

كتب : مالك المحضي

تونس

في ساعة متأخرة من الليل، صمت يخيم على المكان.. .. حتى النسيم الذي اعتاد ان يزور النخلة التي تتوسط المنزل ليحدث فحيحا بين جريدها أثار الصمت هذي الليلة…
ربما الجميع في حداد على ميتتي التي ربما لا أحصيها..
لا أعتقد ذلك، فاليوم كانت جريمة دون شهود عيان، لا أحد سوانا يعلم بما حدث.
الليلة كذلك حتى الكلمات انهمرت على قلبي ،وعقلي كما ينهمر المطر بعد سنين عجاف، لذلك حاولت قدر الإمكان أن أجمع ما انهمر إلي ،وألملمه لعلي أتحصل على محاولة خاطرة في النهاية تصف مأساتي..
هذه الأمسية تحديدا شعرت أن اليأس يجتاحني من أخمص قدمي لأعلى سالفة سوداء في شعري،  ثم نوبة من اللامبالاة،  ثم غضب شديد، ثم يأس مجددا،  أحاسيس أخرى لم أملك قدرة كافية على تفسيرها، مشاعر ضبابية غير مفهومة..
أما في عودتي للحديث عن ميتتي الأخيرة،دعني أقول أنها كانت مخالفة عن سابقاتها.. في السابق كنت أجاهر بألمي، أما اليوم فقد تغير الحال، اليوم عندما كانت تلقي كلماتها الجارحة كان يسار صدري يتلقاها وكنت مع كل خنجر تلقيه كنت أستمتع بالوجع الذي يخلفه في صدري، كنت أتلذذ كل طعنة، ربما أصبحت أشتهي العذاب منها، أو ربما لفرط ما كانت تؤذيني أصبحت أشتاق له معها.. وأي شوق..؟ شوق للموت..؟
حتما.. كانت اليوم النهاية، طبعا لم أكن أتوقع أن تكون على هذا الشكل، بعد عباراة كنت أمضي ساعات في اليوم لأختارها على أمل أن تعجب محبوبتي، بعد قصائد كنت أكتبها في حضرة عشيقت،  بعد سيناريوهات صورتها في مخيلتي للقاء الأول، للعناق الأول، للقبلة الأولى.. بعد العديد من الأحلام.. ربما هي تلك الأحلام التي خلقت لتبقى فقط للحلم، كالحب.. خلق فقط لنقرأ عنه، لنستمتع بقصصه، بنهاياته السعيدة التي في الغالب ما نختمها بوصال روحي مشبع بالفرحة الأبدية..
“ربما في عالم آخر سنكون قادرين على الحب، الحلم، سنكون قادرين على الحياة مجددا.. ربما..”

اترك تعليقك