يوسف وهبي أسطورة المسرح أبن الباشا وأسرار وخبايا عن تاريخه
يوسف وهبي أسطورة المسرح أبن الباشا وأسرار وخبايا عن تاريخه

كتبت / دعاء سنبل
يوسف وهبي أسطورة المسرح .. أنفق على الفن كل ما تركه له أبوه «الباشا»
من أطيان وأموال .. وعاش حياته الطويلة بالطول والعرض .
يوسف بك وهبي .. قدم أكثر من 300 مسرحية أخرج منها 185 مسرحية وكانت 60 مسرحية من تأليفه.
وشارك فى بطولة 70 فيلما سينمائياً، وارتبط بعلاقات خاصة مع عدد من بطلات مسرحياته
ومع نساء آخريات بعدد شعر رأسه، ولكن أكبر وأعمق قصة حب.
ظلت مؤثرة فيه العمر كله كانت مع سعيدة منصور،
على الرغم من أنه كان متزوجا من المليونيرة عائشة فهمى، التى وقفت إلى جانبه كثيراً، وتزوج بعدها سيدة إيطالية.
استمر زواجهما أربع سنوات ثم تركها لارتباطه ببطلة فرقته عزيزة أمير التى كانت أشهر ممثلات المسرح وقتها.

وكانت الفنانة الكبيرة أمينة رزق قصة وفاء نادرة، لأستاذها يوسف وهبى وظلت تحمل له حبا من نوع غريب حتى آخر عمرها .
كان حبا بلا أمل، وربما كان ذلك هو السبب،
فى أنها لم تتزوج على الرغم من جمالها فى عمر الشباب.
كان يوسف بك وهبي مثقفا يجيد عدة لغات،
وارستقراطيا فى حديثه وملبسه وحركاته،
كان «ابن ذوات» عاش عمرا طويلا وظل محتفظا بلياقته الذهنية وذاكرته.

ندم لهذا السبب
كان يوسف وهبي يؤمن بعلم الأرواح ويحضر جلسات لتحضير الأرواح،
وكلما كانت اشتدت عليه آلام المرض يقرأ القرآن والإنجيل، ويقول:
لقد اقترفت ذنوبا استحق عليها عقاب الله ومهما تعذبت فإن ذلك لن يكفر عن ذنوبى .
ولكى تخفف زوجته عنه أرادت بناء مسرح يحمل اسمه لكنه رفض وقال لها: أحسن يأمموه ويسموه باسم واحد تانى،
واقترح بناء مسجد باسمه وفعلا تم بناء هذا المسجد فى حى الإمام الشافعى.
كان متزوجا من المليونيرة عائشة فهمى التى شيدت له مسرح رمسيس وصرفت أموالها عليه ولكنها كانت تخنقه بغيرتها الشديدة .
وقصر عائشة فهمى أصبح الآن مجمع الفنون بالزمالك المطل على النيل .
يوسف وهبي وغرامه بـ عزيزة منصور
أحب يوسف وهبى وسعيدة منصور إلى حب ملتهب حتى أنه حين طلب منها الهروب معه استجابت له فورا وقالت:
«شعرت أن قوة مغناطيسية لا قبل لى بها تسيرنى وتسلبنى الإرادة والعقل،
حتى لم أعد أدرى ماذا أفعل وكيف أترك هؤلاء الصغار وأضحى بهم، وخرجت من البيت حتى لم آخذ معى المجوهرات والنقود.
هربت إلى بيروت حيث كان يوسف وهبى ينتظرها.. وعندئذ شعرت بأن أهلها أو أهل زوجها سيقتلوها.
غامر يوسف وهبى وذهب إلى أهلها وقال لهم: نريد الزواج على سنة الله ورسوله وأرجوا أن تساعدونى.
وحصلت سعيدة على الطلاق كما حصل يوسف وهبى على الطلاق،
ولكنه كان يمر بضائقة مالية لأن طليقته أخرجته من قصرها
وأخذت منه أموالها ولكن الحب جعل سعيدة تقبل أن تعيش فى غرفة فوق «جروبى»
بعد أن كانت تعيش فى قصر زوجها الأول وقبله كانت فى قصر أبيها،
ومع ذلك كانت تصف حياتها هذه بأنها تشعر كأنها انتقلت إلى الجنة،
وعرفت مع يوسف وهبى معنى السعادة التى لا تصل إلى خيال أية امرأة، وتقول: أنا معذورة،
لقد رأيت عالماً من السحر لا قبل لى بمقاومته فنسيت كل شئ.
وعادت عائشة فهمى تعرض على سعيدة خمسين فدانا ومجوهرات ثمينة،
مقابل تنازلها عن يوسف وهبى لتستعيده ولكنها رفضت الفدادين والمجوهرات،
سبحان مغير الأحوال
ثم تغير الحال بعد ذلك وجنى يوسف وهبى ثروة من عمله فبنى القصور الأربعة،
وعاش حياة الباشوات مع قصة حبه التى استمرت حتى النفس الاخير .

أواخر عمره :
ولكنه فى آواخر أيامه أصيب بالاكتئاب بسبب جحود أصدقائه وتلاميذه فلم يعد يسأل عليه منهم إلا عدد محدود جداً،
فكان يجلس شاردا يستمع دون أن يعلق، وينظر دون أن يبدى اهتماما بشئ،
وأصيب فجأة باختناق فى الحنجرة فلم يعد يتحدث إلا بصعوبة، وقال الأطباء إنها حالة نفسية،
ونقل إلى مستشفى السلام فى المعادى،
ونشرت الصحف الخبر بصورة مبالغ فيها فزادت حالته سوءاً، وأذيع نبأ وفاته وهو حى،
فعاد إلى بيته ليتلقى الاتصالات التليفونية من كبار الفنانين للتعزية والبكاء على «المرحوم» فكان يقول:
«طيب ما يزورونى وأنا عايش بدل ما يعيطوا علىّ وأنا ميت»
كان يعيش فى قصر تحيط به حديقة كبيرة مليئة بالأشجار والأزهار،
وحول القصر ثلاثة قصور أصغر حجما باعها بعد ذلك وتحول أحدها إلى فندق.
وفى مرضه الأخير كان يقول إنه يرى فى الليل خيالات ويسمع تصفيق الجمهور،
وتمر أمامه كل أحداث حياته، وفى هذه الخيالات يرى نفسه يلعب «البوكر»
كعادته مع أصدقائه ويحكى عن ذلك ويقول كنت مرة أكسب ومرة أخسر.
ويقول: كانت سعادتى فى قراءة مسرحية باللغة الإيطالية كل ليلة، أو فى قراءة الكتب والمجلات الأجنبية،
ولكن ضعف نظرى لم يعد يساعدنى على ذلك، لقد فقدت إحدى عينى الإبصار تماماً،
وضعفت العين الأخرى إلى درجة لا تفيد معها أية نظارة.
ويضيف:
أصبحت أكره النهار لأنه لا يأتى بجديد ولذلك لا أكاد أغادر فراشى ولم أعد أشعر بطعم لأى شئ.
وهذه هى أعراض «اكتئاب الشيخوخة».
وقع يوسف بك فى الحمام ونقل إلى مستشفى المقاولون العرب و كانت إلى جانبه زوجته سعيدة وابنة أخيه سامية وهبى،
وهى زوجة المهندس عثمان أحمد عثمان مؤسس شركة المقاولون العرب،
ورحل عن عالمنا بعدها بأيام قليلة وذلك يوم 17 أكتوبر 1982 وعمره 84 عاماً.