أسباب السعادة الخفية بين يديك. تعرَّف عليها
أسماء خليل
إنَّ الإنسان بإمكانه إسعاد نفسه بشكل دائم.. ذلك إن أراد، إنَّ السعادة ليست حدثًا مستحيلًا.. إنما هي نتاج منَّة من الله ثم مزيج من الاجتهاد لتحقيقها،،
وإليكم مجموعة من النقاط ربما تكون لكم زادًا في الطريق نحو تحقيق تلك السعادة :
أولًا :- تلك الأعمال الخيرية التي تقوم بها لمساعدة غيرك من مالك وصحتك.. ولا تدرِ أنك تمنح نفسك أنت.. ففي المنح عطاء يتم رده في نفس اللحظة.. إنك لا تدري ما هو سر السعادة الكامنة خلف العطاء.. هل لأن الفرحة الصادقة النابعة من قلوب من ساعدتهم تترك بصمتها على روحك.. أم أن الإنسان يكون راضٍ عن نفسه جدًّا، والسعادة في الرضا، أم أنها منحة سرية من الله يكافئ بها المانحين.
ثانيًا :- بناءًا على أقوال علماء النفس أن من يردد كذبة يصدق نفسه.. سنهتدي بتلك القاعدة. اكذب على نفسك قائلًا : أنا سعيد.. أنا ليس لدي أي مشاكل.. ما معنى تلك المشاكل جوار مصائب الناس .. وابتسم ابتسامات دائمة، فإن المرء بإجماع خبراء علم النفس إذا داوم على الابتسام فإن المخ يصدق تلك الشفاه المبتسمة ويرسل إشارات لكل الجسد بالسعادة.. تلك هي خديعة نخدع بها المخ فيصدقها..
ثالثًا :- الحب.. الحب هو المفتاح السحري للسعادة.. حب من حولك.. أهلك.. أصدقائك.. إن لم تجد في دربك شريك يحبك وتحبه.. فلا تجعل الحياة تقف.. حاول أن تبني أنت جسورًا من الحب القوي لتمر عليها إلى شاطئ السعادة؛؛
إنك لا تعلم مدى ما تحمله كلمة الحب لصديقك أو أحد أفراد أسرتك أو شريكك من انبعاثاتٍ تنعكس عليك بشكلٍ مباشر.. وتقرب المسافات وتهوّن الحياة..
رابعًا :- هل تعلم أن الأحضان والقبلات- التي يعتقد البعض أنها مجرد طقوس بالحياة بل والبعض ينادي بمنعها منعًا للعدوى – أن العلم أثبت أنها تُذهب بعض الأمراض العضوية وربما النفسية وتحيط الإنسان بهالة من السعادة..
كلما مررت ووجدت ابنك.. ابنتك.. شريكك.. اربت على كتفه.. مرر يدك على شعره.. التمس الحب في كل مكان.. تسامح.. وكن بالحياة لينًا عابر سبيل..
خامسًا :- الرضا.. ثم الرضا.. إن الرضا هو أعلى المراتب في كل تلك الأسباب للوصول للسعادة.. ارضَ بما قسمه الله لك وكيّف نفسك على ما منحه الله لك.. تهنأ بحياة سعيدة..
سادسًا :- علاج البدن والمحافظة على الصحة.. فقد أُمِرنا بالتداوي.. فقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم فعل الأمر في قوله ” تداووا” ولم يقل عليه الصلاة والسلام من مرض من أمتي فليحاول التداوي،،
إن استشراء التلوث في المجتمع أصاب الجميع بالأمراض ولكن لا بأس فالتداوي من سنن الكون، وأيضًا التداوي من الاكتئاب فالاكتئاب ليس نقصًا بالإيمان.. إن المرء حينما يكون سعيدًا؛ يعبد الله أكثر، إن تعكر المزاج بشكل منتظم هو نوع من أنواع الاكتئاب؛ فعلى المرء التداوي ولو ببعض المشروبات والمحفزات لهرمون السيروتونين الذي يؤدي نقصه إلى الحزن اللامبرر والاكتئاب. إن ممارسة الرياضة ولقاء الأصدقاء وممارسة ما يحبه الإنسان يقوي الموصلات العصبية بالدماغ فيشعر المرء بالسعادة..
سابعًا :- تنظيم الوقت بالورقة والقلم.. إن تنظيم الوقت ومعرفة ما يمكنك فعله في كل ساعة؛ بل في كل دقيقة سيجعلك تشعر بالسعادة، فإنجاز كل ما تريد في حد ذاته سعادة، فما السعادة إلا شعور الإنسان أن كل شيء على ما يُرام.. فعلى المرء أن يخصص مذكرة يكتب فيها : في تلك الساعات هو موعدي مع عملي، في تلك الساعة هي عبادة خالصة، في
تلك الساعة سأكمل رسالتي مع أولادي من غرس للقيم والمفاهيم والمبادئ.. حقًا إن التربية لن تنقطع طوال اليوم ولكن لابد أن يكون لها وقتًا مكثفًا كي تجد الرضا والاستحسان.. في تلك الأوقات سأزور أقاربي ولو تخصيص لهم وقتًا للاتصال والسؤال عليهم، وإذا كنتي امرأة، فلا تتركي كل الوقت يضيع بالمطبخ؛ بل خصصي له وقتًا محددًا.. وعلى هذه الشاكلة وقتًا للترفيه، وقتًا للأصدقاء، وقتًا ل….إلخ،،
وهكذا رتب وقتك بكل ما أوتيت من عزم وقوة، وصمم بحول الله على إنجاز ما تريد.
ثامنًا :- التحاق الإنسان بأي عمل يحقق به ذاته، أو القيام بأي مشروع ولو بسيط يُدر عليك دخلًا من الربح ومن السعادة..
تاسعًا :- ممارسة أي هواية وتحديد أي وقت لها والانغماس الفكري التام بها وأنت تمارسها، ولا أحد يتحجج بضيق الوقت ، فكم من عظماء كانوا يمارسون كل شيء ولم يشكُ أحدهم أبدًا أن الوقت كان ضيقًا.. ومن الممكن أيضًا تنظيم تلك النقاط على يومين أو ثلاثة مثلًا..
عاشرًا :- لا تتوقف عن التربية أبدًا، فكونك تربى وتترك أثرًا في غيرك، كالفلاح الذي يزرع الأرض دأبًا ثم يسعد وقت الحصاد.. ربّي أولادك أقاربك.. انشر دعوةً للخير في الحياة.. كن رسولًا واسعد بحملِ الرسالة..
كن إيجابيًّا.. تقدّم.. انتج.. لا تتوانَ.. افعل ما بإمكانك فعله.. اترك بصمةً بالحياة..
لا تمر بها مرور الكرام دون أن يراك أحد، إن السعادة مثلها مثل كل شيء بالحياة نسعي إليه؛ فلابد لكي نصل إليها من اجتهادٍ وعملٍ دؤوب حتى نبلغها.. فهي لن تأتي إلينا دونما جهد..