موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

قصة حنين من مجموعة حالات خاصة جدا بقلم

قصة حنين من مجموعة حالات خاصة جدا بقلم الكاتبة رباب القاسم

.. صحت ماجدة كعادتها كل يوم. في السادسة صباحا. لتيقظ أبناءها وزوجها بعد إعداد طعام الأفطار. وبعد أن تطمئن على كلٍ من أبنائها كيف ذهب إلى مدرسته. وبعد ذلك قامت بتوصيل زوجها إلى باب الخروج حينما هَّم لينزل إلى عمله, في الثامنة كعادته كل يوم, وفي هذا اليوم شعرت ماجدة بشعور غريب, لم تشعر به من فترة طويلة. شعور داهمها فجأة وهو الحنين إلى ماضيها البعيد. جلست ماجدة على إحدى الأرائك. وسبحت بخيالها إلى الوراء ما يقرب من خمسةَ عشر عام. حينما تعرفت على حبها الأول بالصدفة التي من خلالها تغيرت كل حياتها.., وهيعن طريق المراسلة الورقية من خلال المراسلة التي كانت الإذاعة تيسرها لبعض محبي المراسلة في الماضي. جلست تتذكر أول مرة بعثت لمصطفى أول رسالة وكانت تحتوي على بعض التساءُلات التافهة.التي تنمُ عن سذاجة السائلة وبراءتها. وكانت تلك الأسئلة تتعلق ببعض المتهمين سياسيا والذي ناصرهم مصطفى في مقال له في أحدى جرائد الجمهورية. ومن هنا بدأت تعارفها مع مصطفى وكان يعمل في دولة من دول الخليج آن ذاك, بدأت الرسائل تتوالى والتعارف يكبر. وتعودا معا على رسائل بعضهما البعض, حتى أصبحت عادة لا يمكنهما الإقلاعُ عنها, وبدأ الحبُ بعد التعود. ونزل مصطفى إجازة قصيرة لرؤية ماجدة. وتقابلا وعشق كلٌ منهم الآخر. وسافر مصطفى إلى عمله مرةً ثانية. وملأ الخوف قلب ماجدة من أن لا تراه مرةً أخرى, وبعد فترةٍ ليست بالقليلة من تبادل الرسائل المفعمة بالحب والشوق. بدأ مصطفى يقل من رساءله. وحزنت ماجدة كثيرا. وحيرها هذا كثيرا. ثم فاجأها مصطفى ببعث تقارير طبية تثبت أنه لا ينفعها كزوج. قامت ماجدة بعرض تلك التقارير. على أكبر الأطباء حين ذاك. وأجمعوا أن هذه التقارير صحيحة وليس هناك علاج. لحالته, بعثت ماجدة لمصطفى رسالة تقول له فيها. أنا أحبك, وعلى استعداد تام للحياة معك على أي وضع. وحينما قرأ مصطفى تلك الرسالة قرر أن يختفي من حياتها إلى الأبد. وعاشت ماجدة أياما صعبة وثقيلة وحزينة. وستمرت الحياة. وبعد سنتين من تلك الواقعة تزوجت ماجدة من جارٍ لها. وحب مصطفى ظل في قلبها, إلى يومها لم تغادره ولم يغادرها.. هذا. أفاقت ماجدة من اجترار تلك الذكرى الجميلة والمؤلمة في نفس الوقت وانصرفت تجهز طعام الغداء لأبنائها وزوجها….
من مجموعتي القصصية حالات خاصة جدا…

اترك تعليقك