نحتاج من وقت لاخر لتقييم النفس وفهمها تساوي أو لا تساوى
بقلمى /سحرعبدالواحد
لماذا لا يتكالب الناس علي التراب مع أنه أصل خلقهم في حين تلمع عيونهم وتتسمّر أقدامهم ويركّزون في الأرض عندما يلتفتون إلي شئ أصفر ظنا منهم أنه ذهب السبب أن التراب لا يساوي شيئا أم الذهب فيساوي الكثير فكل الأشياء إما أن تساوي أو لا تساوي
وهكذا الإنسان إما أن يساوي أو لا يساوي فالإنسان الذي يعمل ويكد ويجتهد في عمله له قيمة أما الآخر الذي لا يعمل أو الذي يتكاسل في عمله لا يساوي شيئا وتنعدم قيمته
العالم الذي يحرص علي نقل علمه للغير بأدب واحترام فهو عظيم القدر والقيمة أما الذي يحصّل العلم لنفسه ويتباهي به علي الناس ويبخل به أو ينشره في كبر وتعال فينفٍر الناس منه، إنسان عديم القيمة ليس له وزن
الإنسان الخلوق المهذب الذي يعرف أقدار الناس له وزن وقيمة عند الناس أما السيئ الخلق الذي يحرص علي التقليل من أقدار الناس فلا يحفظ لأحد قدرا فهو لا قدر له ولا قيمة ولا يساوي شيئا
الأنسان الذي ينصر الحق ويسعي في مصالح الناس فييسّر الصعب ويقيل العثرة إذا نطق نطق بالحق ليقيم معوجا أو يسند ضعيفا فهو أنسان عالي القدر والقيمة أما الأنسان الذي لا يملك غير الجدل والاعتراض علي كل شئ ويرفع صوته ليلبس الحق بالباطل لا يساوي شيئا ولا يستحق أن يطلق عليه أنسان
الإنسان الذي يتحمل المسئولية في ظل ظروف صعبة ويجتهد ويسير بالمركب وسط الأمواج العاتية إلي أن يعبر بها لبر الأمان إنسان مسئول له قدر وقيمة أما الفشلة الذين يضعون العراقيل في طريقه ويحاولون أن يجردوه من تاريخه ومن كل إنجاز صنعه فهم لا قدر لهم ولا وزن ولا يساوون الغبار الذي يتطاير في الهواء
فالإنسان الذي يفيد الناس وأهله ومجتمعه بأى وسيلة من الوسائل ومن أي موقع إنسان له وزن وقيمة ولا يقيّم إلا بالذهب أما الإنسان الأناني الضار لغيره ولأهله ومجتمعه الذي يبخل بكل شئ وفي كل موقع إنسان لا قدر له ولا قيمة التراب أفضل منه لأن التراب قد يُنتفع به أما هذا فضرره أكثر من نفعه ولهذا لا يساوي شيئا
قس علي ذلك وقيّم نفسك تساوي أو لا تساوي
إذا كنت تقدم فائدة لنفسك وأهلك ومجتمعك والإنسانية فأنت تساوي أما إذا انعدمت فائدتك فأنت لا تساوي شيئا ووجودك والعدم سواء