موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

جريمة كل يوم..

جريمة كل يوم.
بقلم د. أمل درويش.

فتشت كثيرًا على كل برامج التواصل الاجتماعي لأجد لها صورة بملابس غير محتشمة _عن مريم فتاة المعادي أتحدث_ فلم أجد سوى فتاة ملتزمة من أسرة محترمة وعائدة من عملها الذي هو في مكان محترم لا يسمح بملابس غير محتشمة أصلًا..
كيف إذن نبرر لهؤلاء السفهاء الذين انعدمت من قلوبهم الإنسانية وانحطت أرواحهم لتكون أقل قدرًا من الحيوانات التي ما زالت تحتفظ في قلوبها بالرحمة؟
نعم كيف نبرر لهم فعلتهم؟
أقصد كل كلمة وكل حرف، ففي كل واقعة تحرش أو جريمة خطف فتاة أو اغتصاب تتجه أصابع الاتهام سهامًا تمزق الفتاة قلبًا وقالبًا حتى لو كانت طفلة، وتزدهر شجرة الأعذار للمجرمين وتلقي ثمارها تحت أقدامهم..
فوصلنا إلى هذه الحالة المزرية وباتت جرائم التحرش والاغتصاب شبه يومية على صفحات الجرائد؛ ولم لا ونحن نمنح المجرم ألف عذر، ونعاقبه بأقل عقوبة!؟؟
ولو أننا عاقبنا كل من تورط في مثل هذه الجرائم بأقصى عقوبة، لكانت وسيلة ردع كافية، وناقوس إنذار أمام كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل هذه الجرائم..
عندما نرى مثل هذه الجرائم في المجتمعات الغربية فربما انتفت عن عقولنا الدهشة، لما في هذه المجتمعات من تفسخ وعدم التزام بتعاليم دينية أو أخلاقية، على الرغم من رهبة هؤلاء من القوانين الصارمة وخوفهم والتزامهم بها، وربما لا يلجأ لمثل هذه الأفعال الدنيئة إلا من غاب عقله بسبب خمور أو مخدرات..
ولكن في مجتمعاتنا المسلمة.. ما هو العذر؟
وكيف يكون الطريق الأمثل للردع؟

الحل بسيط جدًا، وهو تشديد العقوبة على هذه الجرائم ووضع قوانين صارمة لا يفلت منها أي مجرم مهما كان نفوذه، _وما زلنا نتابع قضية الفندق الشهير التي حدثت منذ عدة سنوات_ ومحاولة طمسها لسنوات نظرًا لنفوذ آباء من شاركوا فيها، ولكن تم بالفعل ضبطهم وتجري التحقيقات..
نتمنى وضع العقوبات المشددة دون اعتبار لوضع أو مكانة أحد فالجميع أمام القانون سواء..
وعلى نفس الاتجاه يجب الاهتمام بتدريس تعاليم الدين القويم المعتدل في المدارس وعدم إغفال مادة التربية الإسلامية أو المسيحية، ووضعها على الهامش، فها هي الأجيال الحديثة التي تربت على أن هذه المادة مادة هامشية لا تفقه في دينها شيئًا وأكثر ما يحزن حين تقابل طفلا وتسأله عن أبسط الأمور في دينه فلا يعرفها.

الأسرة.. الأسرة..
الاهتمام بتربية الأبناء وعدم إهمالهم، فإذا كنتم عاجزين عن تربية أبنائكم فلا تنجبوهم ولا تقدموا للمجتمع المزيد من المجرمين الجهلة..

الشباب العاطل الذي لا يجد عملًا وينطلق في الشوارع بلا هدف، فيقع فريسة الإدمان والجريمة..
لا نقول للحكومة أن تقدم وظائف لهم، على الرغم من أن هذا الدور من أهم أدوار الحكومات، ولكن على الأقل توفير دورات تأهيلية تعلم الشباب المهن المطلوبة والحرف اليدوية ودورات تقدم أفكارًا لمشاريع جديدة تفيد الأفراد والبلد.
فما حاجة البلد بملايين الشباب خريجي الكليات النظرية التي يتخرجون منها دون أي علم يفيد على أرض الواقع!!
لا علم ولا حتى لغة..

دعونا من الشعارات الواهية، ولنبدأ في مرحلة جديدة من الوعي لتواكب متطلبات العصر وتواجه تحدياته..

اترك تعليقك