شئ ما. بين الحب والألم
شئ ما. بين الحب والألم
أسماء خليل
إنه الألم.. كل الألم. حينما يمر المرء بتجربةٍ إنسانية مع بعض الأشخاص، ثم يرتحل أو يرتحلون.. سيجد شيئا ما داخله يحثه حثًا على حبهم والبقاء معهم.. ولكنه كما يتراءى أمام ناظريه لا يلتمس السعادة بقربهم، ربما لكونه أدرك كنه ما يريدون منه من أغراض وأنهم لا يحبونه حبًا حقيقيًا.. ثم يكتشف أنهم فقط يستخفون بعقله.
يبدو أن الحب وحده لا يكفي..
هذا إن سلم الواقع أو الخيال أن بقلوبهم حبًا تجاهك.. الحب دائمًا يشوبه أشياء أخرى.. مقترن بها.. لا يكتمل إلا حينما تنسكب تلك الأشياء انسكابًا بالماضي أو المستقبل.. الأهم أنها تفسح الطريق لحاضر الحب.. لابد أن تشهد الحياة وتترك بصمة متعمقة بثني تلك العلاقات الإنسانية، لتجعلها ممهدة للبقاء والاستمرار..
لا يعيش الحب حتمًا بين الألم واللذة..
إنه رغم كل شئ لابد أن يشعر المحبين والمتواصلين بلذة قربهم واحتواء كل منهم للآخر..
أحيانًا تتعثر بعض العلاقات في مفترق الطرق..
ثم تجد نفسك قائلًا : هل أكمل مع صديقي صداقتنا، رغم كل ما أثقلتني تلك الصداقة من همومٍ.. أم لا ؟!
هل أسير بدرب شخصٍ وما برح يكلفني من الجراحات الإنسانية ما لا أطيق.. أم لا ؟!
هل أستمر مع حبيبي الذي ما أضحيت بسببه كل يومٍ أئِنُ أنين الثكلى.. أم لا ؟!
لتجد نفسك في علاقاتٍ أنت مرغم على السير بها.. وتحاول جاهدًا أن تسترّق منها الحب.. تحاول جاهدًا أن تتناسي أن لها أغراض أخرى..
رغم كل ذلك تستمر.. لماذا؟!
إنك لن تستطيع أن تجيب على نفسك.. ربما كانت الإجابة واضحة وضوح الشمس.. كأن يسألك أحد : ما حاصل جمع واحد وواحد؟!
فتجد نفسك اتخذت عهدًا ألا تجيب.. حتى وإن قالوا.. لا يعرف شيء..
لابد من الفرار..
قد تظل على تلك الحالة شهر؟ .. شهرين؟ .. عام؟.. لكنك بعد ذلك ستجد طاقتك على التحمل قد بلغت مداها.. فتُراك منسحبًا انسحابًا مؤلمًا من ثنايا هؤلاء الأشخاص.. وكون الوصف مؤلمًا لأن عشرة الأشخاص لها حُطامًا مُهشمةً داخل الروح.. تُعمق بصمةً حين الانسحاب.. ولكنك تنسحب.. وتعسًا لمن يظل مثقولًا بالصمت طوال الحياة..
إن كان الانسحاب سيؤلم يومًا.. فعسى أن يداوي جرحه يومًا أي دواء..
طوبى لمن لاذ بالبقاء يومًا ولم يحرك ساكنًا.. أو يتخذ قرارًا مدى الحياة.