موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

يا بشري هذا غلام

بقلم / السيد سليم
وصلنا مع أخوة يوسف الي مشهد إلقاء يوسف بالحب والذهب الي أبيهم بمكر ودهاء وادعاء كاذب بأن الذئب قد اكله ولكن اليقين يملأ قلب يعقوب وثقته في الله وتعلق بأنه أعطاه الأمل في عودته فما كان منه إلا أن  قال: بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل. والله المستعان على ما تصفون.
ثم لنعد سريعاً إلى يوسف في الجب، لنرى المشهد الأخير
وجاءت سيارة، فأرسلوا واردهم، فأدلى دلوه قال: يا بشرى. هذا غلام. وأسروه بضاعة، والله عليم بما يعملون. وشروه بثمن بخس دراهم معدودة، وكانوا فيه من الزاهدين.
لقد كان الجب على طريق القوافل، التي تبحث عن الماء في مظانه، في الآبار وفي مثل هذا الجب الذي ينزل فيه ماء المطر ويبقى فترة، ويكون في بعض الأحيان جافاً كذلك:
وجاءت سيارة
أي قافلة سميت سيارة من السير الطويل كالكشافة والجوالة والقناصة…فأرسلوا واردهم أي من يرد لهم الماء ويكون خبيراً بمواقعه..
فأدلى دلوه
لينظر الماء أو ليملأ الدلو ويحذف السياق حركة يوسف في التعلق بالدلو احتفاظاً بالمفاجأة القصصية للقارئ والسامع:
قال: يا بشرى! هذا غلام!
ومرة أخرى يحذف السياق كل ما حدث بعد هذا وما قيل، وحال يوسف، وكيف ابتهج للنجاة، ليتحدث عن مصيره مع القافلة: وأسروه بضاعة
أي اعتبروه بضاعة سرية وعزموا على بيعه رقيقاً. ولما لم يكن رقيقاً فقد أسروه ليخفوه عن الأنظار. ثم باعوه بثمن قليل:
وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا يتعاملون في القليل من الدراهم بالعد، وفي الكثير منها بالوزن..
وكانوا فيه من الزاهدين لأنهم يريدون التخلص من تهمة استرقاقه وبيعه..وكانت هذه نهاية المحنة الأولى في حياة النبي الكريم.يوسف عليه السلام لننطق معه بعد ذالك الي مصر وكيف تحول أمره من حال الي أسعد حال..
اترك تعليقك