موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

د.عصام المغربي يكتب: أسباب وعلاج الشعور بالقلق والاضطراب لطلاب الجامعة

د.عصام المغربي يكتب: أسباب وعلاج الشعور بالقلق والاضطراب لطلاب الجامعة

للمرحلة الجامعية أهميتها في حياة الطالب، وذلك بسبب اختلافها عن المراحل التعليمية الأخري، من حيث المناهج والعلاقات مع الاستاذة والزملاء، إضافة إلى شعور الطالب في هذه المرحلة بالمسؤولية الذاتية والاستقلالية والسعي لتحقيق النجاح والأهداف المستقبلية،،

 

وعلي الرغم من ذلك تزداد في هذه المرحلة المشكلات النفسية والأكاديمية، مايؤثر سلبا على أداء الطالب وتفاعله مع البيئة المحيطة به، وهذا يؤدي إلى إهمال الواجبات والغياب المستمر عن المحاضرات، وإن الطلاب يتعرضون للعديد من الانفعلات خلال وجودهم بالمحاضرات، وخلال أداء الواجبات والمهام التعليمية والاختبارات المختلفة، ومن هذه الانفعالات التسويف والخوف والفشل والقلق وعدم القدرة على تحمل الإحباط..

 

إن الحياة الجامعية مليئة بالمهام الأكاديمية مثل التكليفات والاختبارات القصيرة والامتحانات والتدريبات الميدانية، غير أن كثير من الطلاب يعانون من مشكلة تأجيل هذه المهام، وهذا يجعلهم يشعرون بالندم والذنب لفقدانهم الفرص، خاصة وأن المرحلة الجامعية تتصف بكثرة الامتحانات، والأوراق البحثية والمشروعات ويعتبر التسويف الأكاديمي أحد أهم المشكلات التي يعاني منها طلاب الجامعة، ويظهر ذلك من خلال الضيق والنفور عند تقديم المتطلبات والأبحاث والتكليفات ببعض الأنشطة والمهام، ومحاولة الطلاب المستمرة لتأجيل إنجاز المهام في أوقاتها المحددة، واستذكارهم لها قبل الاختبارات قبل الاختبارات بفترة قصيرة،،

 

كما أن لديهم الأعمال الحياتية الأخري، التي تعيقهم عن الأعمال الأكاديمية، بالإضافة إلى ذلك أصبح انشغال الطالب الجامعي في أنشطة أكاديمية يجد فيها متعة أكثر، ويقضي الطالب الجامعي وقتا طويلا لمتابعة الأحداث السياسية والرياضية، خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة،،

 

يُعد عدم إقبال الطلاب على مهامهم الجامعية من أهم الأسباب التي أظهرت لديهم مشكلة القلق والاضطراب من المستقبل، وارتباط انتشار القلق بالتطور الحضاري والثقافي والحضاري بين القديم والحديث، ولايعد عصرنا هذا عصر قلق فقط، ولكنه عصر القلق والتوتر والانفعال، ولاشك أن هذه الأمور تؤثر تأثيرًا كبيرًا على الحالة النفسية للفرد، ويعد طلاب المرحلة الجامعية جيلا شابا يتدفق نشاطا وحيوية، وأكثر فئات المجتمع تطلعا للمستقبل، وتقبلا لكل ماهو جديد ويتأثر الطالب في هذه المرحلة في تفكيره وأحلامه وطموحاته، بما ينتظره أو يتوقعه، لذلك فإن المستقبل من الموضوعات التي تشكل اهتمامات الأفراد في مرحلة المراهقة وبداية الرشد، وخاصة المستقبل المهني، الذي يحتل المكانة الأولى من بين الاهتمامات والانشغالات الشخصية، وخاصة العصر الحالي بما فيه من تغييرات متلاحقة ومتزايدة، وتزايد البطالة وندرة الحصول على فرص عمل يزيد من حدوث قلق واضطراب لدي طلاب الجامعة وقد يؤدي إلى نقصان الدافعية والمثابرة،،

 

ويعدالقلق من المستقبل سمة من سمات العصر الحالي فالتطور والتقدم الحضاري جعل الإنسان قلقا، ويبحث عن الطمأنينة مع صعوبة وجود الإمكانيات والظروف فلا يجدها؛ ما يترتب عليه كثير من الضيق والاضطرابات والشعور بالتهديد من قلق المستقبل..

كاتب المقال..

دكتور/ عصام المغربي خبير علم النفس السلوكي والتنمية البشرية.

اترك تعليقك