د.عصام المغربي يكتب: التفكك الأسري ومعالجة الدراما
د.عصام المغربي يكتب: التفكك الأسري ومعالجة الدراما
يؤثر التفكك الأسري في العديد من القيم والأخلاق في المجتمع، كما يؤثر على مفاهيم المودة والرحمة والتعاون ومساعدة الآخرين، وكذلك يؤثر بالسلب ويولد إحباطًا شديدًا في نفس الفرد ويجعله يوجه اللوم للمجتمع؛ لعدم مساعدته وفق الظروف التي أدت لتفكك أسرته..
ويعد التفكك الأسري من أخطر المشكلات الاجتماعية التي ينعكس تأثير ها سلبا على أفراد العائلة، وخصوصًا الأطفال والمجتمع، وينتج عن هذا ضغط عاطفي يؤثر على الصحة العقلية للأطفال، ويؤثر على نموهم بشكل سليم ويؤدي بدور ه إلي حالة غير مستقرة للأسرة، حيث يولد كثير من العنف والاضطراب العاطفي ويكثر والجدل بين الأبوين وارتفاع الصوت والعنف الجسدي واللفظي في بعض الأحيان،،
وقد يمتد تأثير هذه المشكلة على الأولاد في كثير من الأحيان، قد يقوم الوالدين بتعنيف الأطفال أو الصراخ عليهم أو ضربهم، نتيجة الكثير من الضغوطات النفسية الناتجة عن المشكلات العائلية..
كما يترك التفكك الأسري أثرا عميقًا في عقل الطفل والكثير من المشكلات، التي تؤثر على صحته النفسية وتوفر لهم بيئية الانحراف السلوكي، والسلوكيات السيئة في ظل انشغال الوالدين بالمشكلات وغياب الاهتمام بالأطفال والتنشئة السليمة ..
ويؤدي ضعف التواصل بين أفراد العائلة إلي التفكك الأسري؛ حيث إن التواصل الأسري والتفاهم يكونان البنية الأساسية لأي علاقة سليمة، ونذهب إلي التحكم المستمر من أحد الأبوين في اتخاذ القرارات دون استشارة الطرف الآخر والتحكم المستمر في الأطفال، من خلال انعدام الخصوصية لهم وضعف الشخصية وتعليمهم التبعية والانتقاد المستمر والمفرط للأطفال والإساءة لهم تؤدي إلى تدهور العلاقات بين أفراد العائلة..
تعتبر الدراما من المواد الهامة التي تقدم على شاشة التلفزيون، كوسيلة إعلامية لها تأثير كبير على الجمهور؛ نظرا لارتباطه بما يقدمه ولقدر تها على نقل المواقف والأحداث والقضايا من الواقع الاجتماعي وتجسيد ها على الشاشة بتفاصيلها وتقديم الحلول لها،،
إذ بإمكان الأعمال الدرامية نقل الأحداث والمواقف والقضايا من البيئة الاجتماعية السائدة فيها، ويأتي التلفزيون وخاصة المسلسلات والتي تحظى بشعبية كبيرة لدى الجمهور بمختلف قنواته، الأمر الذي يجعل من الضروري الاهتمام بدراسة دور المسلسلات التلفزيوني، في تناول القضايا الاجتماعية ومواكبة المتغيرات الاجتماعية، والتي نتجت عنها مجموعة من القضايا الاجتماعية التي صارت محل اهتمام وسائل الإعلام.
كاتب المقال ..
دكتور / عصام المغربي..
خبير علم النفس السلوكي والتنمية البشرية.