د. عصام المغربي ل“نبض العرب”: أسباب التحرش في الشارع أو العمل
د. عصام المغربي ل“نبض العرب”: أسباب التحرش في الشارع أو العمل
حوار / أسماء خليل
على إثر ما حدث بالأيام الماضية من حوادث مؤسفة سببها التحرش، ولعل أشهرها حادثة محافظة الشرقية؛ والتي توفي على إثرها والد فتاة تم التحرش بها، كان الأب يعمل مهندسًا وبعد خروجه من العمل فوجئ بابنته تخبره بأن هناك مجموعة من الأولاد يتحرشون بها بشكل يومي بعد خروجهم من أحد المراكز التعليمية، فسرعان ما ذهب إلى مكان الحدث، وأثناء مشادة كلامية مع هؤلاء الشباب، توقف قلب الأب حزنًا على ابنته،،
وفي ضوء ذلك، يفسر د. عصام الغربي أستاذ علم النفس، خبير الإرشاد الأسرى، ل“نبض العرب” أسباب التحرش الذي استشرى بالمجتمعات في الآونة الأخيرة، وبدأ قائلَا “ إن التحرش بحق ظاهرة منتشرة جدً في الكثير من البلدان، في العالم بمستويات ونسب مختلفة، ويُصنّف التحرش ضمن أنواع العنف المعنوي والنفسي ضد المرأة ، أحيانا يسبب الكثير من الأضرار النفسية للمرآة والأسرة والمجتمع.
يستكمل أستاذ علم النفس، بأن التحرش يتضمن الإيماءات والتعليقات والسلوكيات، سواءً في الشارع أو في العمل ، التي تحدث في مكان عام أو مغلق دون موافقة الشخص الذي يتعرض للمضايقة، ويمكن أن يحدث هذا لأي شخص، ويزداد احتمال التعرض للتحرش أكثر، حسب تدني المستوى الأخلاقي للمتحرش، ونوع الجنس والعمر والجوانب الأخرى لهوية كل شخص والتوجه الجنسي والعرق الخاص به.
حادثة مؤلمة
وأكد د. عصام أسفه على تلك الجريمة التي هزت أركان المجتمع مؤخرًا؛ بسبب تعرض فتاة من محافظة الشرقية للتحرش ورجوعها إلى المنزل منهارة وباستطلاع والدها للموقف ليعرف من تعرض لابنته؛ إلا أنه واجه جريمة أخري هو الاعتداء من الشباب الذين تعرضوا لابنته فسقط الرجل مغشيا عليه وفارق الحياة؛ بسبب أنه حاول الدفاع عن ابنته،،
مشاكل نفسية
ويرى أخصائي الإرشاد الأسرى، أن المجتمع المصري يعاني من مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة، تؤثر على مستقبله واستقرار ه وخاصة من فئة الشباب الذي يعاني التهميش، وفقد الذات وعدم الرؤية المستقبلية وتعرضه للاضطرابات النفسية، والانحرافات السلوكية ومنها بالطبع التحرش الجنسي، وهو مجموعة من التصرّفات الغير مُرحّب بها، هذه التصرفات قد تكون لفظية بسيطة، وبعضها الآخر تكون جديّة كمحاولة لمس الضحية لأغراض جنسية وإباحية وصولاً إلى الاغتصاب، كما أنّ التحرش الجنسي فعل مشين وغير أخلاقي وخطيئة كبيرة بحسب الشرائع السماوية، ونظرًا لخطورة التحرش الجنسي على المجتمع،،،
أسباب التحرش
ويُرجع أستاذ علم النفس حدوث التحرش لعدة أسباب أولها “ الأمراض النفسية”، حيث يطرح أقوال الخبراء بأنّ المتحرش جنسياً قد يكون مصابا بأحد الأمراض النفسية مثل التخلف العقلي، التغيّرات المرضية في القشرة المخية والفصام، وكذلك “مشاهدة الأفلام الإباحية”، حيث تلعب الأفلام الإباحية دوراً رئيسيًّا في انتشار ظاهرة التحرش الجنسي؛ فهي تحوّل الغريزة الجنسية الطبيعية لبركان يلغي الوعي العقلي للشخص، مما يزيد من خطورة الإقدام على التحرش.
ويُبين استشاري الإرشاد الأسرى، بأن “تعاطي الكحول والمخدرات”من أهم الأسباب التي تؤدي للتحرش، حيث تؤثر المشروبات الكحولية والمخدّرات بجميع أنواعها على عقل الإنسان، وتلغيه تمامًا، وهذا ما يتسبّب في التصرّف على نحو غير واع.ٍوقد يصبح متحرش جنسيًّا، وقد يقدم على الانتحار والاغتصاب والقتل وغيرها، وأكد أن “ضعف الإيمان” حيث أن الدين يشكل رادع ديني وأخلاقي، لعدم القيام بأي ممارسات شاذة تغضب الله سبحانه وتعالى، أما ضعف الإيمان والانجراف نحو المعاصي له دور في تعزيز الرغبة على التحرش.
ويختتم د. عصام حديثه بقول الباحثين بأن هناك عوامل أخرى تؤثر على نفسية الشخص وقد تجعله متحرش جنسيًّا، كالعزلة الاجتماعية، والمشاكل الأسرية، والتعرّض لحالات تحرش جنسي أو الاغتصاب في الصغر، والشعور بعقدة النقص.