الأزهر الشريف ينير سماء المركز الإسلامي الثقافي بروما
الأزهر الشريف ينير سماء المركز الإسلامي الثقافي بروما
روما-إكرامي هاشم
استقبل المركز الإسلامي الثقافي بالعاصمة الإيطالية روما إمامًا جديدا من قبل الأزهر الشريف بتكليف من فضيلة الأمام الاكبر شيخ الجامع الأزهر بعد غياب لسنوات عديدة للأزهر الشريف عن المشهد الدعوي في إيطاليا.
من هو إمام المركز الإسلامي الازهري الجديد
الدكتور الرفاعي الشحات عبد ربه عيسي من مواليد قرية الشبكة مركز سيدي سالم محافظة كفر الشيخ تلقي تعليمه في المدارس الأزهرية ثم التحق بكلية اللغات و الترجمة قسم اللغات الأوروبية القديمة بجامعة الأزهر و التي حصل فيها علي ليسانس اللغات بأمتياز فقرر أساتذته تعيينه معيدا بالكلية حتي حصل بعد عام من تعيينه علي الدراسات العليا من جامعة عين شمس و بعدها سافر الرفاعي إلي روما لمدة عام من أجل جمع المادة العلمية للماجستير في عام 2006 حتي عام 2007 و الذي قام بمناقشة رسالته في عام 2012 ثم عاد مرة أخري إلي ايطاليا في العام التالي 2013 مكث فيها لمدة شهر نجح خلاله من الحصول علي شهادة إكتساب اللغة الإيطالية من جامعة بيروجيا ثم حصل على الدكتوراه في الأدب الإيطالي مع مرتبة الشرف الأولي من كلية اللغات والترجمة من جامعة الازهر في عام 2019.
وفي تصريحات خاصة وهي الأولي لصحيفة عربية أعرب الرفاعي عن سعادته لاختياره بأن يكون إماما لأكبر المراكز الاسلامية علي مستوي الدول الأوروبية و تقديره للثقة التي أوكلتها إليه مؤسسة الأزهر الشريف ليكون أحد مصابيحه التي تضئ الطريق للمسلمين في شتي بقاع الأرض كما أعرب عن تفهمه لحجم التحديات و المسؤوليات الملقاه علي عاتقه من ناحية الدور الذي يلعبه الأزهر الشريف علي مدار التاريخ في ترسيخ مبادئ الإسلام الصحيحة و المنهج الوسطي لاسيما في البلاد الغربية .
وحول الدور الذي سيقوم به المركز الإسلامي بروما في الفترة المقبلة داحل المجتمع الإسلامي في إيطاليا أشار فضيلته إلي الأهمية التاريخية والنوعية للمركز الإسلامي بروما بصفته أكبر المراكز الإسلامية بأوروبا وكونه الجهه الدينية الإسلامية المعترف بها من قبل السلطات الإيطالية رسميا من هنا كان للمركز الإسلامي الدور الأكبر في التواصل مع أبناء الجالية المسلمة في ايطاليا و أوروبا حيث يقوم المركز بتدريس اللغة العربية لأبناء الجالية و أيضا اللغة الايطالية و جاري العمل علي تدريس بعض العلوم الإسلامية لأبناء الجالية الإسلامية كما يضم المركز أيضا مكتبة ضخمة تحتوي علي الكثير من كتب العلوم الإسلامية و التاريخية والعلمية علاوة علي وجود قاعة للمؤتمرات يتم فيها عقد اللقاءاتالدورية مع أبناء الجالية الاسلامية في إيطاليا علاوة علي إقامة الصلوات اليومية من خلال قاعة الصلاة الملحقة بالمركز كما يقوم المركز بإعطاء شهادات رسمية لراغبي إعتناق الديانة الإسلامية كما يشارك أيضا المركز أبناء الجالية مناسباتهم الإجتماعية حيث يتولي عقد قران الراغبين في الزواج علي الطريقة الإسلامية كما يقوم أيضا باصدار شهادات الطلاق .
كما أشار الرفاعي إلي مبادرة فضيلة الامام الاكبر شيخ الأزهر لإرسال دعاه إلي الخارج يجيدون التحدث بنفس لغة البلاد المبعوثين إليها الأمر الذي يتيح للداعيه سهوله التواصل مع أبناء البلد المبعوث اليها .
وعن دور المركز الإسلامي في التواصل مع المجتمع الإيطالي و تصدير فكرة إيجابية عن الاسلام و المسلمين للمجتمع الايطالي أشار فضيلته إلي تجربة فريدة يقوم بها المركز في ايطاليا وهي استقباله أسبوعيا لطلاب الجامعات الإيطالية و المدارس الثانوية للتعرف علي المركز والتحاور مع مسؤوليه مما يعطي إنطباعا إيجابيا لدي الشباب الإيطالي عن الثقافة الإسلامية كما أشار الي تواصل المركز مع الكنائس المختلفة داخل ايطاليا في إطار الحوار مع الآخر و تبادل الثقافات و الذي يلقي ترحيبا دائما من قبل ممثلي ومسؤولي الكنائس في ايطاليا.
وحول ما يشهده مجتمع الجالية الاسلامية في ايطاليا من تغييرات في آخر عشر سنوات منذ الزيارة الأخيرة للرفاعي لإيطاليا لاسيما في ظل وجود جيل ثالث من أبناء الجالية نشأ و تربي داخل المجتمع الإيطالي و دور المركز في الحفاظ علي هويه هذا الجيل مع اندماجهم في المجتمع الإيطالي :
أجاب الرفاعي بأن المركز يسعي جاهدا من أجل مد جسور للتواصل مع أبناء الجيل الجديد من المسلمين في ايطاليا و ربطهم بهويتهم الإسلامية و العمل علي الحفاظ عليها من خلال الحرص علي تواجدهم بشكل دائم داخل المركز و التحدث معهم بلغتهم الأولي وهي الايطالية و ذلك لإختلاف دول منشاهم و علي سبيل المثال قيام المركز باقامة مسابقات دورية في حفظ القرآن الكريم و التي تلقي إقبالا كبيرا من أبناء الجالية كما أشار إلي ملاحظته للإستجابة من قبل الجيل الجديد لمبادرات التواصل معهم من خلال المركز و رغبتهم في تأكيد هويتهم .
وفي نهاية الحوار أعرب الرفاعي عن أمله في أن يستطيع من خلال المنهج المستنير للأزهر الشريف في إيصال رسالة الإسلام إلي العالم الخارجي و التأثير فيه و ذلك من خلال المنهج الوسطي و التعاليم الصحيحة للإسلام و الذي يجد دعما و مساندة كبيرة و عونا في سبيل تحقيق تلك الامنية من كل مسؤولي المركز الإسلامي و علي رأسهم الدكتور عبد الله رضوان السكرتير العام للمركز و الذي كان داعما له منذ اليوم الأول و الذي ينسب له الفضل في كل خطوات نجاح مايقوم به المركز من أنشطة و مبادرات و الذي وصفه الرفاعي بأنه “رجلا علي قدرا كبيرا من المسؤولية”.
وفي حوار مع الدكتور نادر العقاد المستشار العلمي و الديني للمركز الاسلامي بروما أشاد بتعيين إمامًا ينتسب إلي مؤسسة الأزهر الشريف علي رأس المركز الإسلامي بروما الأمر الذي يبشر بفتح آفاقا جديدة لمستقبل الدعوة علي المنهج الاسلامي الوسطي و يبشر بإثراء أنشطة المركز من أجل الوصول إلى أبناء الجالية المسلمة في إيطاليا .
كما أكد العقاد علي الدور الكبير الذي يقوم به المركز في التواصل مع أبناء الجالية المسلمة في إيطاليا من أجل التأكيد علي وجودهم و الحفاظ علي هويتهم في ظل اندماجهم داخل المجتمع الإيطالي و وجه إلي قيام المركز بالعناية بصفة خاصة بأبناء المسلمين من الجيل الثاني و الثالث داخل إيطاليا و علي سبيل المثال قام المركز بعقد ندوة حول التطوير الديموجرافي للمسلمين في إيطاليا و الذي أظهر أن عدد المسلمين في ايطاليا بحسب آخر الإحصائيات وصل إلي ثلاثة ملايين نسمة و هو ما يمثل 4% من سكان إيطاليا و أنها بهذه النسبة تمثل أقلية داخل المجتمع الإيطالي مما يزيد من حجم التحديات و يبرز الدور الهام للمركز الإسلامي كونه الجهه ا الوحيدة المعترف بها رسميا كممثل عن تلك الجالية في إيطاليا .
كما أكد العقاد أيضا علي الدور الذي يقوم به المركز في تعليم الثقافة العربية والاسلامية لغير الناطقين بالعربية و ذلك من خلال المدرسة الملحقة بالمركز كما أعرب عن قرب مسؤولي المركز من العائلات المسلمة المقيمة داخل إقليم لاتسيو بشكل خاص نظرا لوجود المركز الإسلامي داخله و ذلك للمعاونة في تنشئة أطفالهم علي التقاليد الاسلامية الصحيحة و ربطهم بالثقافة والهوية الإسلامية علي المنهج الوسطي .
وحول دور المركز في توصيل رسالة الإسلام الوسطي إلي المجتمع الإيطالي أكد العقاد علي ما قاله فضيلة الدكتور الرفاعي عن المنهج الذي تبناه المركز منذ إنشاءه و هو المنهج الوسطي حيث أن الإسلام دينا وسطا كما أكد علي تواصل المركز مع كافة الجهات الرسمية للجمهورية الايطالية بدءا من وزارة الداخلية حتي رئاسة الجمهورية من اجل التواصل و الحوار لفهم موقف الإسلام من القضايا المختلفة كما أشار العقاد إلي العلاقات المتميزة مع دولة الفاتيكان و التي شهدت قفزة نوعية في الفترة الأخيرة و ذلك بعد توقيع إتفاقية الأخوة الإنسانية بين قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان و فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إمام الأزهر الشريف و التي تم توقيعها في مدينة أبو ظبي في 4 فبراير عام 2019 و التي أتاحت للمركز القيام بنشاط أكبر في مجال الحوار بين الأديان و تبني سياسة الأبواب المفتوحة التي أتاحت لغير المسلمين فرصة التواجد داخل المركز من خلال زيارات يتم خلالها الحوار مع أصحاب الديانات الأخري .
كما أشار دكتور العقاد إلي الدور الذي يقوم به المركز في تحديد بداية الشهور العربيةعن طريق إستطلاع الأهله من خلال اللجنة العلمية الخاصة لمراقبة الأهله و التي تم إنشاؤها منذ عامين لتكون مرجعية خاصة بمسلمي إيطاليا و التي قامت بإجراء اتفاقية مع المراصد الإيطالية و تحت إشراف علماء متخصصين في علم الفلك و التي نجحت في ازالة أي لبس حول قضية بدايات الشهور العربية .
واستطرد العقاد مصرحا بأن آخر إنجاز قام به المركز هو الإتفاقية التي تم توقيعها مع المسؤوليين الصحيين لأقليم لاتسيو بالسماح لأبناء المسلمين من الذكور بإجراء عمليات الختان الاسلامي داخل المنشآت الصحية العامة و التي جاءت نتيجة جهد متواصل لسكرتير عام المركز الدكتور عبد الله رضوان مع كافة الجهات المعنية حتي خرج الإتفاق إلي النور .
تاريخ المركز الاسلامي الثقافي بروما
وأما عن تاريخ إنشاء المركز الإسلامي الثقافي فقد تم وضع حجر الأساس له في عام 1984 و كانت بلدية روما قد تبرعت بالمساحة التي أقيمت عليها المركز في وقت سابق والتي تبلغ ما يزيد عن 30 ألف متر مربع واستغرق بناءه عشر سنوات و تم افتتاحه رسميا في يونيو من عام 1995 وتكلف إنشاؤه حوالي 50 مليون دولار تكفلت المملكة العربية السعودية ب 70% من تلك التكلفة كما ساهمت أيضا دول المغرب و باكستان ومصر وليبيا وقتها في عملية البناء والإنشاء .
ويعتبر المركز الإسلامي بروما تحفة معمارية قام بتصميمه المعماريون: باولو بورتوغيزي وفيتوريو جيليوتي وسامي الموسوي.