موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

د. إيمان عبدالله لقناة “المحور” : التشهير بضغطة زر

د. إيمان عبدالله لقناة “المحور” : التشهير بضغطة زر

أسماء خليل

انتشرت الفضائح بشكل يدعو للعجب، ولكن هل من الأفضل نشر تلك الفضائح بضغطة رز على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فتُهدم أسر ويتشرد أبناء وربما تتطور الأمور للقتل، من المسؤول عن دخول جهاز مثل كف اليد به كاميرا تجسُس تتلصص داخل البيوت، وتنشر أسرارهم وخصوصياتهم على الملأ، هل المشكلة في التكنولوجيا أم في أخلاق البشر؟!

أكدت د. إيمان عبدالله أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسرى، في مداخلة هاتفية منذ قليل ببرنامج “90 دقيقة” بقناة “المحور” الفضائية، أن الأكثر فداحة من الفضيحة هو نشرها بذلك الشكل المُخزي، والتشهير بأصحابها داخل مجتمعات أهم ما تملكه هو الشرف، وحول استهجان المُتلقين لما يحدث ورفضهم نشر تلك الأفعال على “السوشيال ميديا”، قالت أستاذ علم النفس، أول مرة أتابع فيديو وأجد فيه كم التعاطف من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة أن الجميع لاحظ بالآونة الأخيرة الكم الهائل من الهجوم الأكثر هدما، والغير بنّاء لجرائم الفضائح الجنسية التي يتم تصويرها وعرضها على الجمهور بتلك الوسائل.

وتستنكر د. إيمان ما يحدث من القيام بالتصوير؛ رغم أنها تعترض تمام الاعتراض على الأفعال المُشينة نفسن في الطريق العام، وتقول أين الستر وما هدف المصور؟!.. لماذا لا يكون إيجابيا ويتصل بالشرطة أو النجدة أو الجهة المُختصة بدلا من إهدار الوقت في التصوير، لماذا يفعل أولئك ذلك؟! وهناك قانون مفعل بمنع التصوير بدون تصريح، أو إذن من الجهة المُختصة.. وتُشدد أن العمل الإنساني أهم بكثير من “الترند”..

وضحت خبيرة الإرشاد الأسرى بعض النقاط الهامة حول تصرف الشاب والفتاة اللذان انتشرا لهما “فيديو” على وسائل التواصل الاجتماعي، وهما يقومان بفعل فاضح في الطريق العام، فأشارت أنه لابد من وجود علاقة عاطفية، مؤكدة أنها لا تدافع عن هذا الفعل الفاضح، فلا للتحيز، ولكن ما هي الأسباب والدوافع وراء ذلك الفعل؟!.. فتُبين أن هذا الشاب وتلك الفتاة من الواضح أنهما في المرحلة الثانوية، وهذا يعني أن لديهما طاقة جنسية لابد من توجيهها وتقويم سلوكهم السلوك الأمثل..

وأضافت أستاذ علم النفس، أن هناك دورا على الآباء والأسرة بصفة عامة، وذلك بتوجيه أبنائهم والحوار معهم لوضع أسس تربوية وتقويمهم وعدم إغفال المرحلة السنية التي يمرون بها، كما أشارت إلى شيء في غاية الأهمية هو “فلترة” ما يتم تقديمه لأولادنا، وتعليمهم كم المخاطر التي تحيط بهم في كل مكان، وتوجيههم نحو الصحيح ومعرفة الخاطئ، وخاصة في وجود كم من التشوهات في المعرفة الجنسية والتشوهات في المعرفة العاطفية.

وتُشير د. إيمان إلى وجود خلل في الطرق التربوية والدينية، فلابد علينا من علاجها وتهيئة الشباب لتلك المرحلة السنية، بفلترة كل شيء يشاهدونه ويرونه ويحدث حولهم، فإن الأبناء يقعون في فخ عدم المعرفة، ونحن نوجههم إلى أخذ الإيجابي من أي شيء حولهم وطرح غير المناسب،،

واختتمت أستاذ علم النفس، بضرورة تحذير أبناءنا أن هناك كاميرات ملء العالم حولهم، وتؤكد أن الناس – بمرور الوقت والأحداث” أصبح لديهم وعي أكثر، بدليل حالة الاستهجان لفكرة التصوير المنتشرة في تعليقاتهم، على حالة تلك الفتاة والشاب، إنه تعاطى بشكل مختلف، وآن الأوان لوقف تلك الفيديوهات المضللة القذارة؛ فكم أساءت لأشخاص أبرياء، فكم من شخص صور فتاة وفضحها، ويتم اكتشاف فيما بعد أنه كان خطيبها وتناول صورها من هاتفها بشكل مسيء أن أحد يصور خطيبته، ويتضح أنه حدث غير مكتمل الأركان، إنه تاريخ طويل من اللاوعي المجتمعي والفكري بالحكم على العالم بما نراه وفقط؛ فلابد من تصويب تلك الأخطاء الفكرية لأبنائنا.

اترك تعليقك