موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

دكتور.عصام المغربي يكتب: تنمية الإبداع عند الطفل

دكتور.عصام المغربي يكتب: تنمية الإبداع عند الطفل

تعتبر السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل حاسمة لتنمية القدرات الإبداعية، حيث يظهر لديهم الخيال الواسع من خلال الألعاب والقصص التي يطرحونها.

يتفق معظم أصحاب نظريات الإبداع على أن الإبداع يتضمن عددًا من المكونات وهي: الخيال، والأصالة (القدرة على الإتيان ومنتجات جديدة وغير مألوفة)، والإنتاجية (القدرة على توليد مجموعة متنوعة من الأفكار من خلال التفكير بشكل مختلف)، وحل المشكلات (تطبيق المعرفة والخيال للوصول إلى الحل)، ابتكار مخرج ذي قيمة.

يعتقد معظم الناس أن الإبداع يكاد يكون مقصورًا على بعض الفنانين- الرسامين- والمخترعين الموهوبين وفي حالات خاصة أيضًا، في واقع الأمر لو تناولنا الإبداع بمفهومه الأوسع لوجدنا أننا جميعًا مبدعون في كل أيامنا، فحلَّنا للمشكلات أو تغلبنا على المصاعب التي تعترض طريقنا وإدخالنا للأشياء الجديدة في حياتنا، وتعديل الأشياء القديمة فيها دليل واضح على أن الإبداع قائم في حياتنا، ولكن الصعوبة تكمن في كيفية أن تكون مبدعًا دائما.

ومن منطلق أن مرحلة الطفولة من أهم مراحل تكوين شخصية الفرد، ففيها تتشكل الميول والاتجاهات وتتفتح القدرات وتكتسب المهارات والمعارف، وفيها يتحدد مسار نمو الطفل جسديًا وعقليًا واجتماعيًا ووجدانيًا طبقًا لما توفره البيئة المحيطة بعناصرها الثقافية والاجتماعية والتربوية، بحيث يتاح لهذا النمو أن يفصح عن نفسه ويصل إلى أقصى غايته، فإن عملية تنمية التفكير الإبداعي لدى الطفل يجب أن تنبثق من بيئة غنية بالمثيرات تنمى فيها القدرات العقلية بشكل سليم.

إنَّ الهدف الرئيس للتربية هو تنشئة أفراد قادرين على فعل أشياء جديدة، لا تكرار لما فعلته الأجيال المنصرمة، وتنشئة أفراد يتميزون بالإبداع والابتكار والاكتشاف”، أفضل ما نبدأ به هو هذه المقولة لـ “جان بياجيه”؛ وذلك لأنَّها تركز على أسمى ما تسعى إليه التربية وهو صنع أفراد مختلفين لهم نظرتهم الخاصة للحياة لا صنع نسخ مكررة تتصرف بالطريقة ذاتها وتحمل ردود الأفعال ذاتها لأيَّة مثيرات خارجية قد تواجهها.

 

د.عصام المغربي خبير علم النفس السلوكي.

اترك تعليقك