موقع نبض العرب
جريدة و موقع إخبارى سياسى - اقتصادى - اجتماعى - فنى - رياضى - متنوع

محمد فؤاد يكتب : فن التعامل مع الآخرين

محمد فؤاد يكتب : فن التعامل مع الآخرين

إن فن التعامل مع الآخرين هو من أهم الموضوعات التي تشغل جميع الناس، فالناس تعيش فى مجتمعات لا تعيش في معزل، فمنذ طفولتنا ونحيا جميعًا ونتعامل سويًّا مع من حولنا في نفس الشارع والحي والمدرسة والنادي، ومع مرور الحياة نحتاج إلى توسيع دائرة معارفنا؛ لاحتياجها أكثر إلى الناس، وهنا سيدرك الإنسان قيمة المعاملة الحسنة التي حثتنا عليها جميع الأديان السماوية، فمكارم الأخلاق هي التي تبقى علاقتنا بالآخرين جيدة قوية ويتم تنميتها مع تطور الأزمان،،

ولكن كيف نتعامل مع الآخرين؟!.. إذ أن غالب الأسر العربية منطوية على نفسها محتضنة أبناءها دون الاختلاط بدائرة من المحيطين، وسبب ذلك الحرص الشديد على أولادهم، ولكن عندما يكبروا وتعاملوا مع الناس بكافة ثقافتهم وتربيتهم وينخرطوا فى المجتمع بواقع الحياة يجدون فجوة كبيرة بين ما نشؤوا عليه وبين الواقع الذي يعيشونه، هنا لابد من وجود “توازن”، وذلك بأن يضع المرء دائمًا نفسه مكان الآخر، ومردود ذلك سيعود على الإنسان نفسه، فلابد أن يحب الإنسان لأخيه الإنسان ما يحب لنفسه،،

ولا شك أن هناك قواعدًا ينبغي أن تكون منهج حياة، و يعلمها الجميع لينجحوا في فن التعامل بالحياة؛ وأول تلك القواعد هو “الابتسامة”، فتبسمكَ في وجه أخيك صدقة، فلا يخسر الإنسان شيئًا إذا تبسم في وجه أخيه، فالفقير يمكنه التصدق بالابتسام والكلمة الطيبة، لابد علينا من استرجاع التعليمات والمبادئ الأولية للدين؛ كي نستطيع التعامل مع الآخر، فهل يتخيل أحد أن مشكلة البيئة وتغير المناخ سببها سوء تعامل الإنسان مع البيئة وسلوكياته الخاطئة مع الطبيعة، فكبار المستثمرين بالدول المتقدمة كأصحاب أضخم المصانع هم بشر، قاموا بزيادة الاحتباس الحراري بسبب الغازات الدفيئة المنبعثة من المصانع، وذلك يضر بالإنسان والحيوان والنبات، ولا يهمهم سوى المكاسب المادية،،

إذن فمفهوم التعامل مع الآخرين، هو كيف أسعى إلى إشعار الآخر بالطاقة الإيجابية، كيف انتزع منه الطاقة السلبية، فمجرد وقوف الإنسان جوار أخية ويطبطب على كتفه ويبتسم في وجهه يشعره بالأمن والأمان.. إن فن التعامل مجرد أحاسيس، فلابد ألا يكون أصدقاؤك بالعمل على سبيل المثال إخوة لك يساعدوك ويحنو عليك ويخففوا من معاناتك هنا تجد نفسك تحب عملك وشركتك وتنتج أضعاف مضاعفة وتساهم فى زيادة إنتاج وخير الشركة لانها وفرت لك بيئة عمل صحية وجو يسوده الحب والاحترام المتبادل بين جميع العاملين وأصبح مقر العمل بالنسبة للإنسان منبع للسعادة يجعل المرء لا يريد أن يترك ذلك المكان،،.
لكن إن كانوا – هم سبب محنتك، هنا الطامة الحقيقية،

ومن أهم قواعد فن التعامل
الصدق والأمانة و تقدير قيمة الوقت والحفاظ على وقت الآخرين، فلا ينبغي أن أتحدث مع صديق وأنا أعلم أنه مشغول، فالصديق هو الكنز الحقيقي عندما يكون صادق وأمين ومخلص ونقضى معه ساعات كثيرة أكثر من أخيه واسرته .
“ فالأخ يولد من رحم الأمهات اما الصديق فيولد من رحم الحياة”، فلابد للإنسان أن يكون مخلصًا أمينًا لصديقه حمولًا صادقًا مرنًا معطاءً، لديه فن التواصل ومستمعًا جيدًا يخفف عن صديقه أعباء الحياء، ولابد أن يُبادر الشخص بالتحية والإبتسامة طول الوقت لمن يقابلهم .
فكيمياء الإنسان بنيت على مشاعر وأحاسيس، فبالكلمة الطيبة يتم إزالة كل العقبات..

ولا أحد ينكر حدوث “خلل أخلاقي” لدى المجتمعات بالآونة الأخيرة، فقد كان الجميع يشارك بالتربية من الأخوة للأعمام والأخوال والمعلمين بالمدارس وكل كبير بالشارع، فأنا مازلتُ حتى الآن أقوم بذلك الدور التوعوي، وإذ وجدتُ من هم في سن أولادي يصدر منهم تصرفات خاطئة بالشارع، أوجههم بالحسنى وباللطف حتى يتقبلوا النصح.؟!.. ولا شك أن التقليد الأعمى يلعب دورًا هاما في التردي الخلقي،، من ادمان استخدام الهواتف وغيرها .

ولا عجب أن يتم تدريس فن التعامل مع الآخرين في الدول الأجنبية منذ سنوات الحضانة، ونحن العرب نُفطر عن الأخلاق منذ الصغر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ تركتُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبد، كتاب الله وسنة رسوله”،،

لابد أن يسري داخل كيان كل إنسان على وجه الأرض المحبة والود لأخيه الإنسان، فكم تذكرتُ أيام “شبرا” الجميلة، ذلك الحي القاهرى الجميل ونسيج الوطن .
ومن أهم القواعد كذلك في الوصول لفن تعامل جيد مع البشر “الاعتراف بالخطأ”، والاعتذار حين صدور أي تصرف يسيء للآخر، دون كِبر وغطرسة، فالاعتراف بالحق فضيلة، وكذلك لابد من التحلي بمجموعة من الخصال، مثل احترام الآخر، وعدم إحراجه، واختيار الحديث المناسب بالمكان المناسب، فكل مقامٍ مقال، فلا ينبغي أن يكون إنسان بحالة من الحزن وتتحدث معه فى موضوع آخر يضايقه ولابد أن أكون رحيم و الثناء على الآخر والاهتمام به..
إذا حاول كل إنسان تطبيق تلك القواعد، فلا شك أنه سيكون من أمهر الناس في فن الحياة.
تحياتى لكم
محمد فؤاد خبير الطاقة المتجددة وصاحب مبادرة مصر تنهض بالصناعة والتعليم

اترك تعليقك