محمد فؤاد يكتب : صباح الخير يا مصر
محمد فؤاد يكتب : صباح الخير يا مصر
صباح الخير يا مصر الغالية، صباح الخير يا سيناء يا أرض الخير والفيروز، يا مَن رُوِيَت رمالك بدماء الشهداء الأبرار، يا مَن كلَّمَ الله موسى على جبلكِ، يا أم كل الخيرات، يا وطن الثروات الطبيعية، يا لرمالكِ الغالية البيضاء الناصعة التى رزقكِ الله إياها؛ لتمنحيها لنا وبعزم أبنائكِ وعقولهم المُفكرة يحولونها لصناعة زجاج وسيلكون وأشباه موصلات وألياف ضوئية وعدسات، ومكونات صناعة الإلكترونيات وصناعة الكريستال.. يا لعظمتكِ يا مَن ذكركِ الله بالقرءان الكريم لتظلي خالدة على مر التاريخ.
كم كنتُ أحلمُ بتلك النهضة الحقيقية التي تعيشها مصر الآن، وكم تمنيتُ ذلك التوسع الهائل فى هذه صناعات الرمال البيضاء، بسواعد شباب مصر، ذلك هو التطور الفكري والعملي على أرض الواقع، الذي تحدثتُ عنه كثيرًا، فتلك الرمال هامة جدا ويتم صناعة العديد من الصناعات منها، وتتواجد بمصر بوفرة وبجودة عالية بخليج السويس وساحل البحر الأحمر وسيناء.. وطرحت بالمزايدة العالمية للبحث عن المعادن،،
ولا عجب أن تعلم أنَّ تلك الرمال هي المادة الخام لعنصر السليكون، وعصب التطور التكنولوجي العالمي ، و هو الخام الرئيسي فى صناعة الخلايا الشمسية و الرقائق الإلكترونية التي هي قلب الطفرة التكنولوجية الهائلة التي انتقلت بالعالم إلى القرن الحادي و العشرين.
وبشكل عملي يتوقع المتخصصون زيادة حجم الاستثمارات التي تحتاجها مصر لاستغلال هذه الثروة بما يُقدر بنحو 2 مليار دولار ، تتمثل في إقامة مصانع لمنتجات السليكون و الزجاج.
لم يكن الفخر بوجود تلك الرمال البيضاء كثروة طبيعية عظيمة في مصرنا هباءً؛ ولكن لفائدته العظيمة التي تعود على العالم بأسره، فترجع جودة الخام المصري إلى نقاؤه الكبير ، حيث تصل نسبة تركيز خام السيليكا إلى 98,8% في الرمال المصرية ، بينما تقل نسبة أكسيد الحديد غير المرغوب فيه عن 0,01% ، و توجد أهم المناطق التي تتوفر بها تلك الرمال فى مصر في ” وادي الدخل ” جنوب غرب الزعفرانة بالصحراء الشرقية..
ولكي تعرف أكثر عن ذلك الخام، إنَّ سُمك الطبقة الرملية به تبلغ 100 متر بدون غطاء صخري و هو ما يقلل من تكلفة الإنتاج و سهولة استخراجه، كما تتوفر كميات هائلة من الرمال المصرية في وادي قنا بسمك كبير، بالإضافة إلى جبال يلق و المنشرح بشمال سيناء ، و منطقة أبو زنيمة و هضبة الجنة بجنوب سيناء و التي تتوفر بها كميات ضخمة من الخام ذي الجودة العالية.
كم لعظمتكَ يا الله، فكميات تلك الرمال في مصر بالكثير من ربوعها متواجد بما يبلغ احتياطي، نحو 20 مليار طن ، موزعة على صحاري مصر المتنوعة من شمال سيناء إلى جنوبها ، و صحراء مصر الشرقية و الغربية، في جد من الخام في منطقة وادي الدخل جنوب غرب مدينة الزعفران بجبل الجلالة، و يبلغ الاحتياطي منه 27 مليون طن،،
وكذلك تتواجد في شمال سيناء باحتياطي 120مليون طنًّا، وجنوب سيناء في منطقتي وادي الجنة و أبو زنيمة و التي يعد الخام بها الأجود في مصر و العالم، والاحتياطي منه 268 مليون طنًّا، وأيضًا في منطقة وادي قنا باحتياطيات تصل إلى 260 مليون طن.. إذا تحدثتُ عن جمال تلك الرمال والاحتياطي منه وروعته فلن تكفى تلك السطور..
وفي النهاية إنَّنِي أتعجب مِمن يعتقدون أن تعبيرنا عن حبنا لبلادنا والإشادة بمدى التقدم الذي تخطو نحوه رياء.. إن هذا التفكير يشوبهُ كل الخطأ!.. فمن لا يشكر الله لا يشكر الناس.. لماذا نصوِّب أصابع الاتهام دائما حين حدوث الكوارث والمصائب!!.. بينما حين تتوالى الإنجازات فليس من حقنا أن نتكلم.. إنَّني أرى أن ذلك الفكر ليس به أدنى إنصاف..
سنتحدث عن حبنا لبلادنا ما حيينا، وليقل كل إنسان ما يقول، فسنظل نُساند مصرنا الحبيبة الغالية أرضًا وشعبا وحكومة؛ حتى تتقدم للأمام أكثر وأكثر.. رفع الله شأنها وأعزها ورفع لواءها عاليًا.